ثاباثيرو يقر بتعاون من حكومات المنطقة دون أن يسميها أفرجت الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما بات يعرف ب “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، أمس، عن الرهينتين الإسبانيين، روكي باسكوال وألبير فيلالتا، اللذان كان يحتجزهما التنظيم الإرهابي منذ 29 نوفمبر من العام الماضي قالت مصادر على صلة بالمفاوضات مع الخاطفين إن الرهينتين تم تسليمهما من قبل زعيم كتيبة الملثمين الجزائري، مختار بلمختار، المعروف ببلعور، للوسيط مصطفى الإمام الشافعي، مستشار الرئيس البوركينابي، بليز كومباوري، فيما أكدت مصادر محلية شمال مالي لوكالة “صحراء ميديا” الموريتانية، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب تسلم بالمقابل المدعو، عمر الصحراوي، الذي يحمل الجنسية المالية والذي يعتبر المتهم الرئيسي في عملية اختطاف عمال الإغاثة الإسبان لصالح التنظيم الإرهابي. وكانت الناطقة باسم الحكومة الإسبانية، ماريا تيريزا فرنانديز ديلا فيغا، قد أكدت صباح أمس خبر تحرير الرهينتين روكي باسكوال وألبير فيلالتا، مشيرة إلى أن وسيط المفاوضات قد تسلم الرهينتين وقام بنقلهما من آخر مخبأ لهما في صحراء مالي إلى دولة بوركينافاسو على متن طائرة مروحية وفرتها الحكومة البوريكينابية، حيث توجهت أمس طائرة عسكرية إسبانية وعلى متنها كاتبة الدولة الاسبانية للتعاون، سورايا رودريغيث، وزوجتي الرهينتين وعدد من عناصر الاستخبارات من أجل اصطحابهما إلى إسبانيا. وأوضح وسيط المفاوضات الذي تسلم الرهينتين، مصطفى ولد الإمام الشافعي، في اتصال بوكالة “صحراء ميديا” الموريتانية، بأن عاملي الإغاثة الاسبانيين تم تحريرهما من قبل الخاطفين وسيتم نقلهما إلى إسبانيا لاحقا. ولم تكشف بعد ملابسات تحرير الرهينتين الاسبانيين، حيث لم تصدر بعد تصريحات رسمية من الطرف الاسباني ولا من وسيط المفاوضات ولا من سلطات مالي، على اعتبار أن الرهائن كانوا على أرضها، ولا من طرف موريتانيا التي اختطف الرهائن على أرضها، لكن المراقبون للشأن في المنطقة يؤكدون أن ترحيل المتهم الرئيسي في عملية خطف الرهائن من موريتانيا إالى مالي يعد بمثابة كلمة السر في عملية تحرير الرهائن الإسبان في إطار عملية مبادلة. ولم تصدر أية توضيحات من رئيس الوزراء الاسباني، خوسي لويس رودريغيث ثاباثيرو، حول تفاصيل عملية تحرير عاملي الإغاثة الاسبانيين، حيث اكتفى أمس في لقاء صحفي من دون أسئلة بقصر المونكلوا بدريد بالقول “إن عملية تحرير الرهائن جاءت بتعاون من حكومات أخرى في دول المنطقة” دون أن يشير إليها بالاسم. وبرأي المراقبين فإن احتمال دفع فدية مالية من طرف سلطات مدريد إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يبقى واردا جدا، على اعتبار أن المسؤول عن عملية الخطف المالي المدعو، عمر الصحراوي، ليس فردا من أفراد التنظيم الإرهابي، إنما هو من المرتزقة الذين كلفهم التنظيم بعملية الخطف لقاء مبالغ مالية، والتنظيم لا يريد المغامرة بفرد لا ينتمي إليه أصلا في عملية خطف هي الأطول في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، وهو ما يرجح فرضية أن العملية ظاهرها تسليم عمر الصحراوي أو مبادلة الخاطف بالمختطفين، وباطنها هو الفدية المالية التي تدفعها مدريد، حيث تحدثت مصادر على صلة بالملف بمبلغ مالي قدره 10 ملايين أورو. وقد عاد الرهينتان الاسبانيان، ألبير فيلالتا وروكي باسكوال، إلى مدينة برشلونة على متن طائرة عسكرية إسبانية رفقة زوجتيهما ومسؤولين إسبان وأفراد من المخابرات، وذلك بعد 268 يوم من الاختطاف وهو الأطول على الإطلاق للتنظيم الإرهابي المسمى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.