أصدر كلود فازكيز، رئيس بلدية غرينيي الفرنسية، قرارا جديدا، يطلب فيه من أهالي البلدية ذوي الأصول المغاربية، تسجيل أبنائهم في المدارس الابتدائية التي ستضمن لأبنائهم دروسا لتلقين اللغة العربية و"الثقافة الجزائرية" من المنتظر، أن يثير القرار الجديد الذي أصدره كلود فازكيز، عمدة بلدية غرينيي، ذو التوجّه الاشتراكي، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية الفرنسية؛ لما يتضمّنه هذا القرار من أفكار لا تتماشى مع سياسات الاستيعاب التي انتهجتها فرنسا تجاه المهاجرين طيلة عقود من الزمن، والتي أسفرت عن إدماجهم بشكل كامل في المجتمع الفرنسي إلى درجة أن أغلب أبناء المهاجرين الجزائريين، قد فقدوا لسانهم العربي وثقافتهم الأم. وكانت مدرسة جيرارد فيليب الابتدائية، الواقعة ببلدية غرينيي الفرنسية، قد فتحت قبل أيام قليلة، باب التسجيل لأبناء المهاجرين الراغبين في تلقين أبنائهم اللغة العربية و"الثقافة الجزائرية" بالتحديد؛ حيث جاء في الإعلان الذي وزّعته على أولياء التلاميذ أنه "بإمكان طفلكم أن يتلقى في المدرسة تعليم اللغة العربية والثقافة الجزائرية، وهذا التعليم يستطيع المساهمة في نجاحه الشخصي، كما يشعره بقيمة جذوره. وحسب اتفاقية بين الجزائروفرنسا يلقي هذه الدروس أساتذة جزائريون مختصون، وهذه الدروس تشكل جزءا من العمل المدرسي وقد تدمج في البرنامج المدرسي أو تعطى بعد الدوام بالرغم من اعتبارها أنشطة مدرسية حقيقة". هذه المبادرة الجديدة، تمس بشكل خاص المهاجرين ذوي الأصول الجزائرية والذين يمثلون 3 بالمئة من سكان بلدية غرينيي؛ من مجمل 26 ألف نسمة، يشكّل فيها المهاجرون من مختلف الجنسيات نسبة أكثر من 32 بالمئة، الأمر الذي جعل من القرار المذكور يثير حفيظة بعض أولياء التلاميذ من الجنسيات الأخرى (خصوصا الأتراك الذين يمثلون نسبة 3.2 بالمئة من سكان البلدية) والذين قد يسيرون نحو الضغط على مجلس البلدية المنتخب من أجل إدخال الثقافة التركية إلى مدارس البلدية على غرار القرار الأخير الموجه لصالح المهاجرين الجزائريين. الجديد في قرار فازكيز الأخير، هو فتح المدارس الابتدائية على ثقافات المهاجرين ولغاتهم الأم، (خصوصا الجزائريين) بعد المبادرة التي أطلقها قبله، النائب الفرنسي وعمدة مدينة "مو" حاليا، جان فرانسوا كوبيه المنتمي للحزب اليميني الحاكم في فرنسا، والذي طالب بفتح الأطوار المتقدمة من التعليم للغة العربية، لاحتواء غضب المهاجرين المغاربة خصوصا القاطنين في الضواحي الباريسية من المهاجرين الجدد ومن الجيلين الثاني والثالث، بعد اندلاع أعمال الشغب الأخيرة في مدينة غرونوبل في صائفة السنة الماضية. للإشارة، تعدّ بلدية غرينيي، من أفقر البلديات الفرنسية ومن أكثرها استقطابا للمهاجرين من شمال إفريقيا، خصوصا الجزائريين الذين تتابعت هجراتهم العائلية إلى هذه المنطقة بالتحديد منذ أكثر من 40 سنة.