أعطى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أول أمس، دليلا لفرنسا على وجود الرهائن ال7 المختطفين في النيجر منذ سبتمبر المنصرم، على قيد الحياة، وعلى عادته بث التنظيم شريط فيديو للرهائن يذكرون فيه أسماءهم والمدن التي ينحدرون منها، وأنهم اختطفوا من طرف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من مقر إقامتهم بالنيجر، فيما اعتبرت الخارجية الفرنسية الشريط علامة مشجعة، رغم أنها لم تتلق مطالب التنظيم. وقد تعرف عميل الاستخبارات الفرنسية، بيار كامات، الذي سبق وأن وقع بين يدي التنظيم، على الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، وعلى عكس الصور التي كان يبثها التنظيم خلال كل عمليات الاختطاف، جاء الشريط هذه المرة بخلفية واسعة تظهر مناظر صحراوية بصفة واضحة، الأمر الذي قد يسمح لأجهزة المخابرات الفرنسية والأمريكية بتحديد موقع المختطفين، وفق تعبير الخبير المختص في الجماعات الإرهابية، ماثيو غيدار. ونفت الخارجية الفرنسية بعد تأكدها من صحة التسجيل أن تكون قد تلقت مطالب تنظيم الإرهابي أبو زيد، حين ذكر وزير الخارجية، برنار كوشنير، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، أن باريس ما تزال في انتظار مطالب الخاطفين وتوضيحات أخرى لابد منها، قائلا “خارج هذا الإطار، لا نملك أي شيء آخر، ننتظر توضيحات أخرى، توضيحات لا بد منها”، واعتبر الشريط إشارة إيجابية وعلامة مشجعة، حسب وصفه. وأكدت باريس على ألسنة عدد من مسؤوليها السامين موافقتها على التفاوض، ما يدفع التنظيم الإرهابي إلى اعتماد السرية في إعلان المطالب، خاصة بعد تكتم فرنسا عن إعلان بداية المفاوضات، في محاولة للهروب من غضب الكثيرين وعلى رأسهم الجزائر، من خلال حديث باريس حول أهمية تعمد السرية في مثل هذه الوضعيات، وذكرت أن التكتم الذي تعتمده من شأنه إعطاء فعالية للمفاوضات والتوصل إلى نتيجة. وفي ذات السياق أكد مصدر من الرئاسة المالية، أمس، أن باريس طلبت رسميا مساعدة مالي في الإفراج عن الرهائن السبعة الموجودين لدى تنظيم القاعدة، وذلك من خلال تسهيل عملية التفاوض مع الإرهابيين، وربما قد تذهب إلى أبعد من ذلك كالإفراج عن إرهابيين معتقلين في مالي، مثلما فعلته في قضية بيار كامات.