أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أن العلاقات الجزائرية - الفرنسية على أحسن ما يرام، وعن إمكانية زيارته لفرنسا، كما تنتظره باريس، قال “إن شاء الله”، وهو التصريح الأول من نوعه الذي يضع حدا لكل الشكوك والتأويلات الأخيرة التي تتحدث عن أزمة في العلاقات بين البلدين وصف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس في رده على تساؤلات الصحفيين حول طبيعة العلاقات الجزائرية - الفرنسية، على هامش اللقاء الذي جمعه بوزيرة الدولة حافظ الأختام وزيرة العدل وحريات الجمهورية الفرنسية، ميشال آليو ماري، بقوله “العلاقات الجزائرية - الفرنسية على أحسن مايرام”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، ويأتي هذا التصريح حول طبيعة العلاقات بين باريس والجزائر واضعا حدا لكل الشكوك والتأويلات التي تتحدث بين الحين والآخر عن تأزم العلاقات بين البلدين. ويأتي تأكيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على حسن العلاقات الجزائرية - الفرنسية بعد بروز نوايا من قادة البلدين على الرقي بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وفي هذا السياق، كلف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الوزير الأول الأسبق، رافران، بملف العلاقات مع الجزائر، وهي نفس المهمة التي أوكلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لنائب الوزير الأول، نور الدين يزيد زرهوني. كما جاء هذا التأكيد أيضا بعد انفراج في عدد من الملفات التي تناولتها باريس بشكل مغرض، حسب ما نقله الملاحظون عقب صدور قانون المالية التكميلي لسنة 2009 وتشريعات أخرى، منها قضية اعتقال الدبلوماسي الجزائري، زياني حساني، واتهامه باغتيال الحقوقي علي مسيلي، قبل أن تقر العدالة الفرنسية مؤخرا بانتفاء وجه الدعوى في حقه. من جهة أخرى، رد الرئيس بوتفليقة في سؤال آخر عن إمكانية زيارته لفرنسا كما تنتظره هذه الأخيرة منذ مدة، حسب تصريح العديد من المسؤولين الفرنسيين، في مقدمتهم سفيرها بالجزائر، بالقول “إن شاء الله “، وهي الزيارة التي كانت مبرمجة صائفة 2009 لكنها تأجلت لأسباب مجهولة، غير أنها تزامنت مع إعادة إحياء باريس لملف رهبان تبحيرين باتهامات مغرضة لمؤسسة الجيش الشعبي الوطني، غير أن الرئيس بوتفليقة كان قد زار فرنسا مؤخرا وشارك الى جانب الرئيس المصري، حسني مبارك، وعدد من القادة الأفارقة في الدورة ال 50 لقمة فرنسا إفريقيا بمدينة نيس. من جهتها، أوضحت الوزيرة الفرنسية، آليو ماري، أن المحادثات مع الرئيس بوتفليقة تناولت كل المجالات، سيما المتعلقة بالدفاع والداخلية والعدل، وقالت “تشرفت باللقاء الذي خصني به رئيس الجمهورية، حيث تناولنا مطولا جميع مجالات التعاون بين الجزائروفرنسا”، واصفة العلاقات بين البلدين ب “جد العميقة” و”المكثفة”. وأضافت آليو ماري “قمنا بتطوير التعاون في مجال الدفاع والشؤون الداخلية، وكذا في مجال العدالة، خاصة منذ 2004، حيث أقمنا تعاونا في مجال التكوين”، وأعربت عن أملها في أن تعرف هذه العلاقات “تطورا ليس لصالح البلدين فحسب، وإنما بما يعود بالفائدة على البلدان الأخرى المجاورة ولصالح تنمية السلم والأمن وهذا هو هدفنا المنشود” . رشيد حمادو ممثل البرلمان الفرنسي، جون بول غارو، يؤكد: الرقي بالعلاقات الجزائرية - الفرنسية ممكن دون تجاهل التاريخ البرلمان ينقل لنظيره الفرنسي رفض التدخل الأجنبي بالساحل قال رئيس الوفد البرلماني الفرنسي، جول بول غارو، أمس، إنه حان الوقت للرقي بالعلاقات الجزائرية الفرنسية إلى القمة، مبررا ذلك بوجود مناخ مناسب ورغبة قوية بين البلدين، ولن يكون هذا الرقي بنسيان ومسح التاريخ، حسبه، كما عبر أعضاء الجمعية البرلمانية للصداقة مع فرنسا عن أسفهم للتدخلات الأجنبية بالساحل الإفريقي باسم مكافحة الإرهاب. وأبرز رئيس الوفد البرلماني الفرنسي، على هامش اجتماعهم بالمجموعة البرلمانية للصداقة مع فرنسا بمقر المجلس الشعبي الوطني، أنه حان الوقت للرقي بالعلاقات الجزائرية الفرنسية إلى أعلى المستويات دون محو التاريخ أو نسيانه، كما يجب ألا يكون التاريخ حجر عثرة أمام تطور هذه العلاقات، وحجته في ذلك توفر المناخ الأمثل لهذه الخطوة، والذي لخصه في إرادة كبيرة من سلطات البلدين تترجمها زيارة وزير العدل الفرنسية للجزائر على رأس وفد هام من مسؤولي العدالة الفرنسية ومؤسساتها وزيارات سابقة من هذا النوع، إلى جانب سلسلة من اللقاءات الأخرى يحضر لها مسؤولو مختلف الدوائر الفرنسية. كما دعا نفس المسؤول الجمعية التي تجمع نواب البلدين، إلى المساهمة في تفعيل العلاقات بين البلدين، لاسيما بعد أن عرفت جمودا في السنوات الأخيرة بسبب الطرح الفرنسي المغرض لبعض الملفات، منها قضية تيبحيرين والاعتقال التعسفي للدبلوماسي الجزائري، زيان حسني، تلتها تصريحات مشينة لوزير الخارجية الفرنسي، برنارد كوشنير، تجاه جيل الثورة الذي اتهمه بعرقلة تطور الدبلوماسية بين البلدين. وعلى الصعيد الاقتصادي نفى نفس المتحدث أن تكون الإجراءات والتشريعات التي أقرتها الجزائر مؤخرا لها تداعيات على الاستثمار الفرنسي، وقال في هذا الصدد إن الجزائر سبقت الأحداث واقتبست من الأزمات الاقتصادية والعالمية الأخيرة لتأمين مناخها الاقتصادي، غير أنه عبر عن رغبة بعض المستثمرين الفرنسيين في تبسيط بعض الإجراءات الإدارية التي لاتزال غير مرنة في بعض الأحيان، حسب نفس المصدر. من جهة أخرى، أشار بلقاسم بلعباس، رئيس مجموعة الصداقة، إلى أن البرلمان الجزائري قد جمد مشروع قانون تجميد الاستعمار ويحضر لتجمع يضم مؤرخي البلدين للبحث في المسائل التاريخية التي تجمع بين البلدين، كما أبلغ ممثل حزب العمال ومعه الأرندي داخل اللجنة تحفظ الجزائر على التدخل الأجنبي بالساحل الإفريقي الذي يحاول تحويل المنطقة إلى أفغانستان، حسب نفس المصدر. كما دعا نواب الجزائر البرلمان الفرنسي إلى التحرك لتسهيل تنقل الرعايا وزيارات أولياء وأبناء الزواج المختلط.