صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إيريك شوفليي، أنه لم يحدد بعد تاريخ زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا، رغم تداول حديث عن برمجتها شهر جوان المقبل• وتأخذ زيارة رئيس الجمهورية إلى باريس أهميتها الكبرى من اعتبارها أول زيارة للرئيس مبرمجة بعد انتخابه لعهدة ثالثة، ما يترجم أهمية العلاقات بين البلدين في نظر باريس وكما تريد التسويق له، رغم الانتقادات القوية التي مافتئ يوجهها إلى باريس بشأن الاعتراف بالماضي الاستعماري وجرائمه المرتكبة في حق الشعب الجزائري• وقال إيريك شوفليي، أول أمس، إن سلطات البلدين تعملان على تحضير زيارة عبد العزيز بوتفليقة، وهي الزيارة التي تراهن عليها باريس من أجل إعادة الدفء لعلاقاتها مع الجزائر، وذلك منذ إعلان وزير الخارجية، مراد مدلسي، عن قبول بوتفليقة مبدئيا زيارة فرنسا استجابة لدعوة نظيره نيكولا ساركوزي• وتسبق زيارة الدولة هذه تحضيرات مكثفة تترجم بقدوم مسؤولين فرنسيين إلى الجزائر لبحث عدد من الملفات المدرجة في جدول أعمال زيارة بوتفليقة إلى باريس، وكانت آخرها زيارة كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالدفاع وقدامى المحاربين، جان ماري بوكيل، الذي أكد، أول أمس، عقب لقائه بعبد المالك فنايزية، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، أن فرنسا تتطلع لاستقبال عبد العزيز بوتفليقة في أحسن الظروف، وقد سبق قدومه الى الجزائر اجتماعه مع نيكولا ساركوزي لمناقشة التحضير لزيارة بوتفليقة والعمل الذي يجب القيام به والمواضيع التي ينبغي تعميقها في كافة المجالات، لاسيما الإقتصادية وتلك المتعلقة بالذاكرة والدفاع• واعترف كاتب الدولة الفرنسي بوجود جمود في العلاقات الثنائية بين الجزائر وباريس، وأن هذه الأخيرة تسعى الى كسره خلال زيارة بوتفليقة التي تعد أهم فرصة تمكنها من تدارك التأخير في تعزيز علاقاتها مع الجزائر، بعدما تعثرت بعدد من الملفات، وعلى رأسها ما يتعلق بالذاكرة والتاريخ ،لاختلاف وجهات النظر بين اعتذار تريده الجزائر عما اقترفته فرنسا خلال استعمارها، وبين تجاوز الماضي والعمل من أجل المستقبل مثلما تريده باريس• وتعلق هذه الاخيرة آمالا كبيرة على أن تكون الزيارة فرصة لترقية العلاقات القائمة بين البلدين وإعادة بعث ديناميكية جديدة بين باريس والجزائر، مثلما عبر عنه جان ماري بوكيل• والتقى كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالدفاع وقدماء المحاربين بعدد من المسؤولين الجزائريين، منهم عبد المالك فنايزية ومراد مدلسي، في زيارته التي قام خلالها بتدشين دار المحارب، حيث قدم جان ماري بوكيل اعترافا لقدماء المحاربين الجزائريينلفرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك بتقليد أوسمة لسبعة منهم، تتمثل في صليب المقاتلين والصليب العسكرية، وحصل أحدهم على رتبة فارس خلال احتفال أقيم في مقر إقامة السفير الفرنسي، وهو ما صنفه بوكيل على أنه دليل أن ''فرنسا لا تنسى هذه الذاكرة المشتركة''• وأكد في هذا الشأن كاتب الدولة الفرنسي التكفل بمعاشات قدماء المحاربين ومعاشات المعطوبين بالطريقة نفسها التي استفاد بها كل واحد في فرنسا، مشيرا إلى أن المشاكل التي طرحها الرعايا الجزائريون، لاسيما فيما تعلق بمعاش التقاعد العسكري، تعد حاليا محل إجراء قضائي• وأكد المتحدث في نفس المناسبة على متابعته الشخصية، بالتنسيق مع وزير الدفاع، لملف تعويض ضحايا التجارب النووية، وعلى دراسة ومعالجة ملفات المعنيين بالتعويضات في أقرب الآجال، حيث سيتم اعتماد بعض المعايير في عملية التعويض بعد القيام بتحاليل ومتابعة من قبل وبعد مصادقة البرلمان الفرنسي على القانون المتعلق بتعويض ضحايا التجارب النووية•