أدلى أمس الرئيس بوتفليقة بتصريح قد يعيد قاطرة العلاقات بين الجزائر وباريس إلى السكة، بعد فتور طال أمده، وفتح التأويلات أمام كل المتتبعين لهذا الملف، الذي يحتفظ به الرئيس شخصيا، حيث أكد أن »العلاقات الجزائري الفرنسية على أحسن ما يرام«، لكنه في الوقت نفسه أبقى على »السوسبانس« بشأن زيارته المؤجلة منذ أكثر من سنة ونصف إلى باريس، حين أجاب عن سؤال حول إمكانية قيامه بزيارة إلى فرنسا بالقول »إن شاء الله«. أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، في رده على سؤال أحد الصحفيين حول العلاقات بين البلدين عقب اللقاء الذي خص به وزيرة الدولة حافظ الأختام وزيرة العدل وحريات الجمهورية الفرنسية ميشال أليو ماري، أن »العلاقات الجزائرية الفرنسية على أحسن ما يرام«، وعن إمكانية قيامه بزيارة إلى فرنسا رد رئيس الجمهورية بالقول »إن نشاء الله«. من جهتها أوضحت أليو ماري أن المحادثات مع الرئيس بوتفليقة تناولت كل المجالات سيما المتعلقة بالدفاع والداخلية والعدل، وقالت في هذا الصدد »تشرفت باللقاء الذي خصني به رئيس الجمهورية حيث تناولنا مطولا جميع مجالات التعاون بين الجزائروفرنسا«، واصفة العلاقات بين البلدين بالجد عميقة والمكثفة. وأضافت آليو ماري قولها »قمنا بتطوير التعاون في مجال الدفاع والشؤون الداخلية وكذا في مجال العدالة خاصة منذ 2004 حيث أقمنا تعاونا في مجال التكوين« . كما أعربت الوزيرة الفرنسية عن »أملها في أن تعرف هذه العلاقات تطورا ليس لصالح البلدين فحسب وإنما بما يعود بالفائدة على البلدان الأخرى المجاورة ولصالح تنمية السلم والأمن وهذا هو هدفنا المنشود«. »القوانين الجزائرية تساعد على خلق بيئة استثمارية منتجة« وعلى صعيد آخر، أكد بلقاسم بلعباس رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية أن القوانين والتشريعات الجزائرية تحمي الاستثمار الأجنبي وتساهم بصورة فعالة في خلق بيئة استثمارية منتجة. وقال بالعباس خلال لقاء جمع أعضاء من مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية أمس، بمقر المجلس الشعبي الوطني بنواب من البرلمان الفرنسي، أن القوانين الجزائرية تحمي الاستثمار الأجنبي وتساعد على خلق بيئة استثمارية منتجة، »لكن ما نريده ليس اقتصاد خدمات محض ولكن استثمار منتج يساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل وحاجيات المواطنين«. وعند تطرقه للعلاقات الجزائرية الفرنسية وآفاق تطويرها، شدد المتدخل على ضرورة إقامة علاقات متينة ووثيقة بين الجانبين، مشيرا في هذا المجال إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين لا يحتمل أن تكون متوترة بالنظر للأسباب التاريخية المعروفة وللتواجد المكثف للجالية الجزائريةبفرنسا علاوة على كثافة حركة تنقل الأشخاص بين البلدين . وألح البرلماني الجزائري على ضرورة إعادة تنشيط اللجنة البرلمانية الكبرى الجزائرية الفرنسية التي كان من المفروض أن تجتمع في نهاية السنة الماضية. وبخصوص الماضي الاستعماري لفرنسابالجزائر، أبرز بلعباس أهمية ترك هذه المسالة للمختصين والمؤرخين، مؤكدا في نفس الوقت بأن التاريخ لا يمكن نسيانه وأن الاستعمار قد تم تجريمه وإدانته في مختلف المحافل الدولية. من جهته أبرز جون بول قارو رئيس الوفد البرلماني الفرنسي أهمية تجاوز العقبات الموجودة لتطوير وتعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين ملحا على ضرورة العمل من اجل ترقيته خاصة في مجال تبادل الخبرات في الميادين القانونية والقضائية، مسجلا في ذات الوقت العدد الكبير من الطلبة الجزائريين الذين يزاولون دراستهم في فرنسا . وأضاف البرلماني الفرنسي بأن »جراح الماضي لا يمكن أن تكبح عملية تعزيز وتطوير مختلف أشكال التعاون بين الجانبين. وبخصوص مناخ الاستثمار في الجزائر أكد قارو أنه من حق الجزائر أن تصدر تشريعات وقوانين تحمي اقتصادها، مبرزا في هذا المجال أهمية وجود مؤسسات ومقاولات فرنسية في الجزائر لإنجاز مشاريع اقتصادية تخدم مصلحة الشعبين. يذكر أن هذا اللقاء قد كان فرصة للجانبين لتقييم مسار التعاون بين الجزائروفرنسا في مختلف المجالات وآفاقه المستقبلية إلى جانب بحث عدد من القضايا الدولية الراهنة ومنها على وجه الخصوص كيفية التصدي لظاهرة الإرهاب التي أصبحت عابرة للحدود والوضع الأمني في منطقة دول الساحل.