طالب فلاحو منطقة بنايرية، التابعة لدائرة الزبوجة الواقعة على بعد 42 كلم شمال الشلف، مصالح مديرية الري بالولاية، بالزيادة في نسبة المياه المخصصة للسقي وكذا تطبيق الإجراءات المتعلقة بتدعيم الفلاحين فيما يتعلق بالأسمدة من قبل مديرية المصالح الفلاحية، حيث أضحت تكاليف الإنتاج ترهق كاهلهم، الأمر الذي يزيد من تكاليف المنتج وبالتالي طرحه بأسعار مرتفعة بالسوق، وهو ما سينعكس بالسلب على الزبون والفلاح على حد سواء استبشر فلاحو منطقة بنايرية بارتفاع منسوب السد الذي يمون مزروعاتهم الواقعة بالمنطقة في الأيام الأخيرة بفعل الأمطار المتساقطة على الولاية، بعد أن اضطروا سابقا إلى استعمال مياه الصهاريج لسقي محاصيلهم الزراعية بالبيوت البلاستيكية المتمثلة في الخضروات، حيث كان وقتها الإعتماد على مياه المجمع المائي بالمنطقة غير مطروح البتة، بسبب توحله بنسبة كبيرة وعدم صلاحيته مياهه للسقي لقرابة 400 بيت بلاستيكي، إلا أن عدم تنظيم عملية توزيع المياه المخصصة للسقي قد يؤثر على مردودية هذا النوع من الزراعة. وقدرت خسائر الفلاحين للموسمين الماضيين نتيجة لهذه العوامل بأكثر من ملياري سنيتم، حيث تضرر قرابة 400 بيت بلاستيكي بالمنطقة يضم العديد من الخضروات المشهورة بالمنطقة، كالطماطم المزروعة على أكثر من 15 هكتارا، بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى من الخضروات. كما تضررت مساحات تقدر ب 15 هكتارا من الخضروات تقع خارج هذا المحيط بسبب نقص المياه ونضوب مياه المجمع المائي بالمنطقة. ويناشد أكثر من 25 فلاحا بالمنطقة، ومن ورائهم أكثر من 200 مستخدم يعيشون من هذه الزراعة الوحيدة بالمنطقة، السلطات المحلية لتقديم المساعدة التقنية وكذا للتدخل بغرض إصلاح الإعطاب الواقعة بالمجمع المائي الذي يمون الجهة، وكذا لإصلاح مجمع آخر متوحل ومردوم بفعل ترسب إلى داخله منذ أكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن تنظيم طريقة توزيع مياه السقي المتوقفة عليها مزروعاتهم التي أضحت رهينة لارتفاع وانخفاض منسوب المياه بالمجمع المائي الوحيد بالمنطقة، والذي شكل في السابق خطر على مزروعاتهم بفعل الأوحال التي غمرت حقولهم القريبة. ويروي هؤلاء الفلاحون القادمون من منطقة بني حواء والاثنين التابعة لولاية تيبازة، أنهم مضطرون في حال عدم تحسن الأوضاع، خاصة ما تعلق منها بتوزيع كميات المياه المعدة للسقي، إلى التحول نحو بعض المناطق الداخلية للولاية بفعل التدهور الذي أصبحت تشهده الزراعة البلاستيكي، بسبب الأحوال الجوية المتقلبة التي تلعب دورا كبيرا في التأثير على مردود البيوت البلاستيكية، وزراعة الخضر والفواكه المبكرة. وأصبح هؤلاء الفلاحون يفضلون تغيير الأراضي والمناطق من سنة لأخرى بفعل احتراق التربة التي تتعرض للاستعمال المكثف للأسمدة لأكثر من عاميين متتالين، حيث وجدوا أن المردود بالبيوت البلاستيكية نتيجة لهذه العوامل وعوامل أخرى، كانتشار الأمراض بفعل الرطوبة قد انخفض إلى النصف، حيث كان في الماضي يعطي 50 قنطارا في البيت البلاستيكي الواحد، وصار اليوم لا يتجاوز ال 25 قنطار في البيت الواحد، ما يؤكد عمق الأزمة التي أضحى عليها هذا النوع من الزراعة الموسمية. ويشتكي هؤلاء الفلاحون من ارتفاع تكاليف الإنتاج، خصوصا من الأسمدة الضرورية لمثل هذه الزراعة، والتي أضحت أسعارها بين 2000 إلى3500 دج للقنطار الواحد. كما أن البيوت البلاستيكية صارت تحسب ب 2.8 مليون للكلغ، ما يعني المزيد من التكاليف والأعباء الإضافية للفلاح الذي يبقى مصير غلته مرتبط بما يخصص له من مياه من المجمع المائي الوحيد بالمنطقة.