أوردت وسائل الإعلام العربية خبرين ضحكت لهما كل الكائنات بما فيها السردين في البحار والمحيطات! الخبر الأول: يقول: إن جموع غفيرة من أنصار الفريق المصري "الأهلي" قد اجتاحت مطار القاهرة لاستقبال الفريق العائد من تونس بهزيمة الإقصاء من بطولة أندية إفريقيا البطلة.. وأن هذا الاستقبال الحاشد للفريق المهزوم لا يماثله سوى ذلك الاستقبال الحاشد الذي خصّ به المصريون الراحل أنور السادات عندما عاد من زيارة العار إلى إسرائيل قبل 30 سنة! مكمن ضحك الحوت والبشر على هذا الخبر هو أن المستقبلين للفريق المصري كانوا يرفعون يافطات كتب عليها بالبنط العريض "في الهزيمة أزداد لك عشقا"! وتصيح حناجر الجموع العاشقة للهزيمة بهذا الشعار! وعندما شاهدت هذه الصورة البديعة والمتبدعة من المصريين في ابتكار أساليب التأكيد والمساندة .. تذكّرت ما جرى في الخيمة التي نصبت في الكيلومتر (101) عام 1973 على طريق القاهرةالسويس وغرب القناة! كيف كانت هذه الخيمة تشبه العربة التي استسلم فيها الفرنسيون للألمان في ضواحي باريس في بداية الحرب العالمية الثانية.. فقد كانت الصورة في هذه الخيمة كئيبة وسوداء.. والمصريون يستسلمون لليهود على مشارف القاهرة وعند العلامة الكيلومترية (101) بضواحي القاهرة! وربما كانوا يغنون أيضا "في الهزيمة أزداد لك عشقا"! وبهذا حوّلوا الهزيمة إلى نصر إرضاء للرّافضين للهزيمة وليس إرضاء لأنفسهم.. لأنهم يعشقون الهزيمة! الخبر الثاني: المضحك هو أن السعودية ستشتري من الولاياتالمتحدةالأمريكية أسلحة بما قيمته 80 مليار دولار.. والمضحك في هذه الصفقة هو ما قيل بشأن شراء السعودية من أمريكا لصواريخ توجّه بالأقمار الصناعية! أي والله صواريخ أمريكية توجّه بالأقمار الصناعية تباع من أمريكا للسعودية وتعزّز الأمن في المنطقة.. ولا تعارضها إسرائيل! لأنها لا تهدد أمن إسرائيل! ترى لمن توجّه هذه الصواريخ؟! ربما توجّه للحوثيين الجياع لإقناعهم بقوة العربية السعودية ودورها الريادي في المنطقة ؟! وربما توجّه هذه الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية لتأديب إيران في الخليج..! أو توجّه لضرب بلادن في قندهار من صحراء الثلث الخالي بالصواريخ الموجّهة بالأقمام الصناعية؟! لا تسألوا كيف تسيّر السعودية هذه الصواريخ بالأقمار الصناعية؟! أغلب الظن أن هذه الصواريخ ستوجّه بالأقمار الصناعية وبالتعاون مع أمريكا لصيد "الحبّار" لأن الصقور أصبحت لا تفي بالغرض! أو حتى رعي الجمال! السعودية التي لم تستطع أن توفر لضحايا فيضانات باكستان مليار دولار تمنح أمريكا 80 مليار مساعدة وتقول: إنها صفقة سلاح! هل بعد هذا يمكن أن نتحدث عن أخوة إسلامية وعن أمكنة مقدّسة يمكن أن يحج إليها الناس فعلاً ويغسلون ذنوبهم أم الأمر يتعلق بحجاج يذهبون إلى هناك لجلب الذنوب؟!لا شك في أن زيارة أحمدي نجاد إلى منطقة بيت جبيل بجنوب لبنان وعلى بعد أمتار من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية هو في حد ذاته "حدث" بالغ الأهمية فضلا عن أنه شجاعة كبرى من نجاد.. كما أنه شجاعة أيضا من السلطات اللبنانية التي سمحت لنجاد بتسجيل هذه الخطوة الجريئة رغم تهديدات إسرائيل بقصفه إذا تجرأ ووصل إلى حدود إسرائيل! ولأول مرة تهدد إسرائيل بفعل شيء ولا تفعله! ربما لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكون قد حذرت إسرائيل من الإقدام على فعل كهذا! وربما لأن إسرائيل بعد الذي حدث لها في لبنان سنة 2006 والذي حدث لها في غزة بعد ذلك والذي حدث لها مع سفينة مرمرة وأسطول الحرية جعلها غير قادرة على عمل شيء..! المهم أن أحمدي نجاد وقف في مكان وما للموت شك لواقف فيه .. حتى صار واقفا في جفن الردى وهو أعمى! لأن ضوء إشعاع نجاد من بيت جبيل على إسرائيل أصبح ضوؤه يغشي الأبصار! حتى ولو كانت أبصار الرادارات لطائرات الأباتشي! صورة نجاد في بيت جبيل أعادت لنا صور العرب في الستينيات والخمسينيات.. عندما كانوا يتحدثون عن زوال إسرائيل من أدنى حدود الضفة الغربية لنهر الأردن من تل أبيب.. ويتحدثون عن ذلك من غزة ومن العريش.. والجولان! نجاد يتحدث عن زوال إسرائيل قريبا.. وإسرائيل تتحدث عن رمي العرب الأجلاف في صحاري العرب! بدء زوال إسرائيل يأتي مع بداية حالة عدم القدرة على تنفيذ الفعل الذي تهدد بفعله.. وهو ما حصل في حكاية تهديد نجاد في جنوب لبنان! قد يكون أحمدي نجاد حمل رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن الحرب ضدها لن تكون على حدود إيران.. بل ستكون على حدود لبنان! وقد فهمت إسرائيل الرسالة النجادية فهما صحيحا.. وهو أن ضرب إسرائيل لإيران سيكون بمثابة ضرب إسرائيل لإسرائيل من لبنان!