قيم تقريران استخباريان أمريكيان سريان الوضع في أفغانستان بسلبية ولفتا إلى وجود فرصة نجاح محدودة فيها تتوقف على ملاحقة باكستان للمتمردين الذين يعملون من مخابئهم على الحدود الأفغانية، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للإعلان عن مراجعة لاستراتيجة بلاده في أفغانستان. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن التقريرين، واحد عن أفغانستان والآخر عن باكستان، يشيران إلى أنه رغم المكاسب الذي حققتها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الحرب، غير أن عدم استعداد باكستان لإغلاق مخابئ المسلحين في منطقتها القبلية تبقى عائقا جديا. ونقل التقريران عن قادة عسكريين أمريكيين قولهم إن المتمردين يعبرون بحرية من باكستان إلى أفغانستان لزرع العبوات الناسفة ومحاربة الجنود الأمريكيين ويعودون بعدها من حيث أتوا للراحة وتلقي الإمدادات. ولفتت الصحيفة إلى أن ما تضمنه التقريران يشكل وجهة نظر جامعة ل 16 وكالة استخبارية أمريكية، وقد قدما الأسبوع الفائت لعدد من أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب. وأشارت إلى أن عددا من القادة العسكريين الأمريكيين ومسؤولين كبار في البنتاغون انتقدوا التقريرين واعتبروهما منتهيا الصلاحية كونهما انهيا في الأول من أكتوبر الفائت، ولم يأخذا في الحسبان ما يعتبره الجيش الأمريكي فوزاً تكتيكياً يحققه في ولايتي قندهار وهلمند في جنوبأفغانستان منذ 6 أسابيع. وقال أحد المسؤولين الكبار في وزارة الدفاع الأمريكية حول من أعدوا التقريرين “إنهم ليسوا على الأرض ويعيشونها (الحرب في أفغانستان) يوماً بعد يوم كما تفعل قواتنا”، معتبرا أنهم يفتقدون بالتالي للشعور تجاه الحرب. ورأى التقريران الاستخباريان أن الولاياتالمتحدة تحتاج لأن تضغط باكستان على المتمردين الذين يعملون عبر الحدود الأفغانية ويواصلون إيجاد المواقع الآمنة لهم داخل الأراضي الباكستانية. ولفت التقرير المتعلق بباكستان إلى القلق الأمريكي بشأن المخزون النووي الباكستاني، وخصوصا بشأن خطر تهريب اليورانيوم المخصب أو البلاتينيوم خارج المختبرات أو مواقع التخزين. وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات تلعب دوراً قوياً في أفغانستان، مع وجود أكبر مركز لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي ايه) في كابول منذ الحرب الفيتنامية، بينما تقوم الوكالة بحرب سرية في باكستان مستخدمة طائرات التجسس. وأشارت إلى أن مراجعة البيت الأبيض لاستراتيجية أمريكا في أفغانستان تأتي في الوقت الذي يفقد فيه بعض أعضاء حزب أوباما الصبر من الحرب.