من المنتظر أن تصدر محكمة الجنايات بباتنة، غدا الأربعاء، حكما في قضية استهداف رئيس الجمهورية والوفد المرافق له أثناء زيارته لولاية باتنة شهر سبتمبر 2007، وقد أثبتت تحريات مصالح الأمن يومين بعد الواقعة أن الجماعات المسلحة الناشطة تحت لواء كتيبة الموت بجبل وستيلي كلفت المسمى “بلزرق الهواري “ المنحدر من حي مديوني بوهران، بتنفيذ عملية انتحارية بوسط مدينة باتنة في المكان الذي سيترجل فيه رئيس الجمهورية لتحية المواطنين يوم الزيارة، وقد حالت يقظة عناصر الأمن دون إتمام المخطط الإجرامي، بعد أن تفطن الشرطي قطاف الطاهر للحركات المريبة التي قام بها الانتحاري والانتفاخ الواضح تحت لباسه الرياضي كونه مدججا بحزام ناسف، وأمره بالتوقف قبل أن يرتمي عليه حينما حاول الانتحاري الفرار، وقام بتفجير نفسه متسببا في سقوط 25 قتيلا وأكثر من 170 جريح. وينتظر أن يمثل أمام المحكمة في هذه القضية التي تعد من أبرز القضايا المنتظر البت فيها خلال الدورة الجارية 63 متهما تراوحت تهمهم حسب قرار غرفة الاتهام بين محاولة القتل العمدي والقتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد والجروح العمدية وحيازة واستعمال المتفجرات في أماكن عمومية وتسيير تنظيم ارهابي وجناية عدم التبليغ، ويوجد من بين المتهمين 12 موقوفا، فيما سيحاكم الآخرين غيابيا كونهم في حالة فرار، كما سيتابع في ذات القضية المسمى عبد المالك دروكدال بعد أن أصدر بيانا عبر الموقع الإلكتروني ل”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تبنى فيه العملية وتوعد بعمليات أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن دفاع “ز. وليد”، المتهم الرئيسي في القضية بعد الإرهابي خالد مهيرة، المكنى أبو رواحة، تقدمت في شهر جوان 2008 بطعن في قرار الإحالة المتضمن التهم الموجهة لموكلها. هذا، وقد كشفت التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن عقب العملية عن وجود مخططات كبيرة وضعت من قبل الجماعات المسلحة لتدعيم صفوفها عن طريق ربط الاتصال ببعض العناصر المفرج عنهم والمستفيدين من تدابير العفو لأجل قيامهم بمهمة التعبئة والتجنيد في أوساط الشباب، على غرار المتهم “ز. و”، 28 سنة، الذي التحق بالنشاط المسلح سنة 2005 واستفاد من العفو الرئاسي في السنة الموالية ليعيد ربط الاتصال مجددا بعناصر التنظيم الإرهابي، فقد جاء في تصريحات المتهم “خ. ع “، 17 سنة، وقتها والذي استعان به التنظيم الإرهابي لحداثة سنه وبعده عن إثارة شبهة عناصر الأمن من أجل إعطاء المعلومات عن تواجد عناصر الأمن والاحترازات الأمنية المتخذة في المكان المستهدف، وتمهيد الأرضية للإرهابي بلزرق بأمر وتخطيط من “ز. و” الذي كان يتلقى الأوامر من أمير كتيبة الموت عن طريق النقال. وقد صرح المتهم المذكور أن “ز. و” ومنذ تسليم نفسه لمصالح الأمن أصبح كثير التردد على العمارة التي يسكن بها، ويقيم حلقات يومية لبعض شباب الحي عقب صلاة العشاء، وصرح متهم آخر يدعى “خ .ح” أن “ز. و” عمل على توطيد علاقته ببعض شباب الحي وتعمد الالتقاء بهم، ومفاتحتهم في موضوع الالتحاق بالجماعات المسلحة بالتدريج بدءا باقتناء الأقراص المضغوطة المتضمنة مشاهد من المقاومة العراقية، كما كان يحدثهم عن بعض العمليات التي شارك فيها حينما كان في الجبل، ومن ثم تحفيزهم ودعوتهم مباشرة للاتحاق بالجماعات المسلحة، وحسب تقارير أمنية فقد نجح في استمالة 6 شبان وزودهم بمبلغ 4 ملايين سنتيم لاقتناء بعض الحاجيات.