ذكرت صحيفة إندبندنت أن بريطانيا تعتزم رفع مستوى التمثيل الفلسطيني ردا على ما وصفته بالتقدم في الاستعداد لبناء مؤسسات دولة المستقبل، في خطوة قد تثير سخط إسرائيل. ورغم أن هذه الخطوة تقول الصحيفة- ربما تكون رمزية أكثر منها عملية، فإنها تأتي في وقت حرج بسبب الضيق الإسرائيلي المتزايد بشأن الجهود الفلسطينية الرامية لنيل اعتراف دولي يسبق المفاوضات أو أي اتفاقية سلام. وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا لا تعتزم أن تتخذ من دول أمريكا اللاتنية مثالا تقتدي به، بل إنها تتبع الخطوات التي قامت بها كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال منذ الصيف. ورغم أن تلك الخطوة البريطانية قد لا تحمل أي تأثير على العمل اليومي للممثلين الفلسطينيين في لندن، فإنها قد تسمح بإطلاق اسم “بعثة” على الوفد الفلسطيني، وبامتلاك حق المثول أمام وزارة الخارجية لدى أول وصول له إلى لندن. وخلافا للخطوة الفرنسية التي تمنح الممثل الفلسطيني حق تقديم أوراق اعتماده لرئيس البلاد، فإن بريطانيا قد لا تمنح حق تقديم الأوراق للملكة كما يحظى به سفراء الدول. وقالت الصحيفة إن الخطوة البريطانية، شأنها في ذلك شأن نظيرتها الفرنسية، انطلقت من الاعتراف بأن الحكومة الفلسطينية بقيادة سلام فياض أحرزت تقدما كبيرا في الإصلاحات على مستوى الأمن والخدمات. وكانت الجهود الفلسطينية قد شهدت زخما في أعقاب القرار الأمريكي بالتخلي عن إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتمديد تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، في ظل إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدم المشاركة في المفاوضات دون تجميد الاستيطان. وكان اعتراف إكوادور الأسبوع الماضي بالدولة الفلسطينية الأحدث ضمن سلسلة من دول أمريكا اللاتينية بما فيها البرازيل والأرجنتين. وفي جويلية رفعت الولاياتالمتحدة مستوى التمثيل الفلسطيني بواشنطن إلى “الوفد العام” كما هو سائد في معظم الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا، غير أن ذلك لم يثر سخط إسرائيل كما حدث في الآونة الأخيرة. من جانبها تعتبر إسرائيل تلك الخطوات، التي قد لا تحمل الكثير من الأهمية من الناحية العملية، عاملا مساعدا لإيهام القيادة الفلسطينية بأنها قادرة على تحقيق الدولة دون اللجوء إلى المفاوضات. وفي هذا الإطار نشرت ذي إندبندنت مقالا ليوسي ميكيلبيرغ، وهو عضو في معهد تشاثام هاوس وبرنامج العلاقات الدولية، يصف فيه الخطوة البريطانية بأنها خطوة هامة على طريق الواقع السياسي.