توسعت رقعة الاحتجاجات في عدد من الأحياء الشعبية بعنابة ، حيث أسفرت المشادات بين مئات الشباب وعناصر مكافحة الشغب بحي ديدوش مراد عن إصابة 10 جرحى بينهم شرطيان حالتهما حرجة ·وصلت ليلة أمس الأول عدوى الاحتجاجات الوطنية على الزيادة المفاجئة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية إلى ولاية عنابة، حيث خرج المئات من الشباب الغاضب إلى الشارع في كل من حي الصفصاف وحي الأبطال بالضاحية الغربية للمدينة· كما انتفض سكان حي برمة الغاز بقطع الطريق المؤدي لوسط المدينة· فيما نظم مواطنون من حي ''السانكلو'' الراقي مسيرة سلمية للمطالبة بإطلاق سراح طالب جامعي اعتقل قبل أيام لرفضه إخلاء الطريق أمام موكب رسمي لوالي عنابة· وواجهت قوات مكافحة الشغب التي انتشرت بقوة بحي الصفصاف ليلة مضطربة بعدما تفرقت جموع المراهقين والشباب الغاضب بأزقة ومواقع متفرقة لتمتد إلى التجمعات السكانية بحي الأبطال، قبل أن تنطلق في حدود الساعة الثامنة مساء دعوات للقيام بأعمال حرق وتخريب وقطع الطريق الرئيسي المؤدي نحومركز المدينة، ما استدعى تدخل مصالح الأمن الحضري مدعومة بالفرق المتنقلة للشرطة القضائية وفرق من أمن الولاية التي راقبت المكان عن كثب وتمكنت من تفريق المحتجين عن طريق الحوار دون حدوث أي مناوشات· وفي الحي الشعبي ''برمة الغاز'' كادت الأوضاع أن تنفلت نحو الأسوأ لولا التدخل الفوري لقوات الأمن، حيث خرج العشرات من المواطنين من مختلف الأعمار وأضرموا النيران في العجلات المطاطية والمتاريس وأغصان الأشجار، حيث تسببوا في شل حركة المرور عبر الطريق المؤدي إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وأجمع المحتجون على أن الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الاجتماعية فجرت غضبهم· وردد المتظاهرون هتافات منددة بالغلاء الفاحش للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك وتدهور القدرة الشرائية لعائلاتهم على غرار ''بركات ، بركات المعيشة راهي غلات''، معتبرين الزيادات المطبقة في أسعار المواد الأساسية بصفة مباغتة وكبيرة بمثابة ''القطرة التي أفاضت الكأس ''· وبحي الأبطال لقيت الحركة الاحتجاجية مساندة الكثير من الأشخاص الراشدين وكبار السن الذين كانوا على أطراف الطرقات، ولفت رب عائلة بطال الانتباه بصراخه على وضعه المزري وهو يعيل أسرة من 5 أفراد، مشيرا إلى أن ''الزيادة الأخيرة في أسعار زيت المائدة والسكر وندرة الحليب موازاة مع ارتفاع ثمنه، كافية لمحاولته الانتحار لولا إيمانه بالله''· وتوسعت المطالب الاجتماعية من ضرورة تدخل الحكومة لإلغاء التدابير التي ساهمت في غلاء الأسعار لتشمل انشغالات التهيئة المحلية، وسط غياب ملحوظ للمنتخبين الذين ندد المتظاهرون بوعودهم الكاذبة لتلبية انشغالات السكان من حيث تحسين ظروف المعيشة وتعبيد الطرقات، حيث وجدت المصالح الأمنية نفسها وحدها في مواجهة تحرك الشارع بأحياء عنابة· وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، خرج سكان حي أول ماي ببلدية البوني وقطعوا الطريق الوطني رقم 44 المؤدي إلى ولاية سكيكدة وقسنطينة· وإلى غاية تحرير هذه الأسطر، لا تزال وحدات الدرك الوطني تتحاور مع المحتجين الذين رفعوا مطالب دعم القدرة الشرائية وفرملة ارتفاع الأسعار· وعلى نفس الصعيد، أعلنت الأجهزة الأمنية بمختلف أسلاكها بولاية عنابة حالة استنفار قصوى، حيث شرعت في تنفيذ مخطط محكم لتأمين المقرات الرسمية والهيئات العمومية تحسبا لأي انزلاق، حيث أقرّ اجتماع مجلس الأمن المحلي الذي ترأسه الوالي الغازي محمد، قرارات استباقية، للتكيف مع عدوى الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها الولايات والمدن الكبرى للبلاد في الآونة الأخيرة