عاد الهدوء إلى مختلف مدن وبلديات ولاية البليدة التي عاشت خلال اليومين الأخيرين، على وقع الاحتجاجات التي كان ظاهرها ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية الأساسية، قبل أن تتحول إلى أعمال تخريبية طالت العديد من الممتلكات الخاصة والعمومية. وقد ارتفعت الأصوات التي تدعو إلى المزيد من التعقل لمواجهة حدوث إنزلاقات أخرى، قصد تفويت الفرصة على الأشخاص الذين استغلوا هذا الوضع للتعدي على الممتلكات والمواطنين. وفي هذا السياق تمكنت مجموعة من مواطني منطقة بن بولعيد بقلب مدينة الورود من منع مجموعة من الملثمين من حرق مقر البريد، مجبرين إياهم على التراجع ومن ثم مطاردتهم. انتفاضة سكان بن بولعيد لم تكن الوحيدة، حيث خرج عقلاء المدينة لتهدئة النفوس، مطالبين الشباب التوقف عن تلك الأعمال التخريبية والإجرامية والتي كادت أن تتطور إلى الأسوأ بعد أن حاول عشية الجمعة، مجهولون استغلال الأوضاع الأمنية المنفلتة لاقتحام الإقامة الجامعية للبنات زبيدة حمادوش، الكائنة على مستوى الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين مدينتي الصومعة والبليدة، قبل أن تحبط مصالح الأمن مخططهم، فيما أكدت مصادرنا أن تعزيزات أمنية مشددة فرضت على محيط سجن البليدة وبوفاريك تحسبا لأي طارئ. من جهتها، تدخلت قوات الدرك الوطني بحي بن عاشور، أحد أكبر الأحياء الشعبية بالبليدة، لفرض النظام بعد أن تم حرق مركز البريد عن آخره. وتجدر الإشارة إلى أن مواجهات عنيفة كانت قد عاشتها كل من بلديتي الأربعاء والشبلي إلى غاية وقت متأخر من عشية أول أمس، حيث انتفض سكان حوش سيدي صالح بالأربعاء وأقدم المتظاهرون على قطع الطريق الوطني رقم ثمانية الرابط بين الأربعاء وتابلاط باستخدام جذوع الأشجار والمتاريس، ما تسبب في شل حركة المرور، لتمتد الاحتجاجات إلى مركز عمروسة، أين أغلق الشباب الغاضب الطريق المؤدي للبلدية وهو ما شل حركة المرور بالطريق الوطني 29، احد أهم شبكات الطرق بالبليدة، و الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين العاصمة والبليدة.