تجدّدت، أمس، المواجهات بين الشباب المحتجين على وفاة الشاب، فتحي عكريش، الذي قتل ليلة أول أمس، برصاصة طائشة أصابته على مستوى الرقبة، مع عناصر مكافحة الشغب في وسط مدينة بوسماعيل في ولاية تيبازة، التي شهدت منذ الساعات الأولى لنهار أمس تدفق عدد هائل من المدرعات والآليات الخاصة بمكافحة الشغب كما تمكنت قوات الأمن المشتركة من جهتها من إجهاض مسيرة نظمها أصدقاء وأبناء مدينة الضحية المتوفى، انطلقت من بلدية دواودة البحرية، بعدما قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 11 الذي يربط دواودة بزرالدة لمدة 20 دقيقة، الأمر الذي دفع بأصحاب المركبات ووسائل النقل إلى الانحراف عبر الطريق السريع زرالدة - بوسماعيل وكذا عبر مدينة القليعة. وحسب المعلومات المتوفرة ل"الفجر" فإن الشباب الثائر كانوا متوجهين نحو بلدية بوسماعيل على مسافة 15 كيلومترا مشيا على الأقدام للاحتجاج أمام مقر الأمن. للإشارة، فقد شهدت، أمس، كل من أحياء شايق، كركوبة بالقليعة، وحي لافيرمات ببوهارون ببلدية سيدي راشد أعمال تخريبية مماثلة لتلك التي شهدتها بوسماعيل، حيث تم إصابة العشرات من المواطنين وعناصر الشرطة، وقد سجّلت محاولة حرق محطة البنزين ببلدية سيدي راشد شرق عاصمة الولاية والتابعة للشركة الوطنية نفطال وما فيها من سيارات المواطنين الذين لم يجدوا مكانا آخر للاحتماء من "قطاع الطرق". كما أصيب خلال ذات الليلة 17 شرطيا بجروح خطيرة، فمنهم من فقأت عينه ومنهم من تعرض لكسور، وتم تحويلهم إلى المستشفيات التابعة للأمن الوطني والمستشفى العسكري بعين النعجة. وتجدر الإشارة أن بعض المنحرفين بحي سان موريس بمدينة القليعة استغلوا فرصة خروج المواطنين للشارع للتعبير عن رفضهم لزيادة أسعار المواد الأساسية الاستهلاكية، ليفرضوا على المواطنين دفع "رسوم جمركية" حسب نوعية السيارة للسماح لهم بمرور الطريق الذي الوطني رقم 57 والذي يربط القليعة بدواودة، حيث تراوحت هذه الرسوم التي فرضها هؤلاء "القراصنة" على أصحاب المركبات مقابل ضمان مرورهم بسلام ما بين 200 و500 دينار.