موازاة مع عودة الهدوء الحذر لمختلف مدن بجاية بعد أربعة أيام من الاضطرابات وما صاحبها من فوضى وشغب، شرعت مختلف الهيئات والمصالح العمومية للولاية في جرد الخسائر المادية التي خلفتها الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال حرق وتخريب. وكانت بلديتي خراطة وأميزور الأكثر تضررا، حيث تحولت بها عديد المرافق والمنشآت إلى رماد وركام خلال يومين. وتفيد الحصيلة بأن الولاية تكبدت خسائر فظيعة تقدر بالملايير، تمثل عدة قطاعات، حيث أحرقت وخربت عشر مقرات تابعة لمؤسسة سونلغاز، وخمس بنوك، فضلا عن تدمير مس ثلاثة مراكز بريد بعد نهب وسرقة عتادها الإلكتروني من أجهزة إعلام آلي، بعد اقتحامها بحثا عن الأموال. ولم تسلم من الحرق والتخريب قباضات الضرائب والمؤسسات التعليمية، حيث أحصت مصالح الولاية تخريب وتكسير تجهيزات سبع مدارس، وكذا ثانوية صدوق، علاوة على مركز التكوين المهني لأميزور، إلى جانب السطو على ممتلكات وحدات استشفائية ببلديات أخرى، قدرت بأكثر من خمس عيادات وقاعات للعلاج، كما تعرضت فروع الجزائرية للمياه وعتادها العملي، في غالبية البلديات لعمليات حرق ولم يبق منها إلا الهيكل. قطاع العدالة عرف حرق أربع محاكم في كل من أقبو، خراطة، أميزور وسيدي عيش، ولم تنج سوى محكمة مقر عاصمة الولاية. أما المصالح الإدارية كمقرات البلديات وحظائرها وكذا مقرات الدوائر، فقد تعرضت بدورها للحرق كما هو الشأن بالنسبة لمقر دائرة سوق الإثنين الذي أحرق بشكل كامل. وكانت الأحداث الأخيرة مناسبة أيضا لعدد من المواطنين الذين قاموا باقتحام 495 مسكن شاغرة كانت تنتظر التوزيع قريبا.