نفت وزارة الخارجية السودانية، أول أمس الاثنين، صحة ما أعلنه الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، حول أن الرئيس السوداني عمر البشير تعهد بأن يتحمل الشمال ديون الجنوب في حال اختار الانفصال وكان كارتر قال في حديث أجراه مع شبكة ”سي ان ان” الاخبارية الأمريكية في وقت سابق الاثنين: ”تحدثت إلى الرئيس البشير وقال لي إن كل الديون يجب أن يتحملها الشمال وليس الجنوب لذا سيبدأ جنوب السودان صفحة جديدة فيما يخص الديون”. يذكر أن السودان يطالب المجتمع الدولي بإعفائه من ديونه البالغة 38 مليار دولار معظمها عبارة عن ديون متأخرة حسب صندوق النقد الدولي. ميدانيا كشفت مصادر اعلامية في جوبا عن انتهاء التصويت في اليوم الثالث للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان .وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي” أن الإقبال على صناديق الاقتراع في اليوم الثاني لم يكن بالحجم الذي كان عليه في اليوم الأول من الاستفتاء الذي سيستمر أسبوعا. وكان اليوم الأول للاستفتاء شهد إقبالا كثيفا من الناخبين على مراكز الاقتراع وقال بعض الذين كانوا في الطوابير التي تشكلت أمام مكاتب الاقتراع إنهم أقارب من قتلوا أثناء الحرب الأهلية. ويجرى الاستفتاء تطبيقا لمعاهدة السلام التي وقعت عام 2005 بعد عقدين من الحرب الأهلية ، وتعهد الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة للجنوب - حيث الأغلبية للمسيحيين ولأتباع ديانات وثنية - بعدم عرقلة مشاريع انفصال الجنوب إذا ما أيدت صناديق الاقتراع هذا التوجه. يذكر أنه تم تسجيل ما يقرب من أربعة ملايين شخص للتصويت في الاستفتاء الذي يشمل الجنوبيين الذين يعيشون في شمال السودان ومناطق بعيدة مثل استراليا وكندا. ولابد من مشاركة 60 % على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته ، ويتوقع أن تجرى عمليات فرز الأصوات تباعا بعد إغلاق مراكز الاقتراع يوميا على مدى أيام الاستفتاء الذي بدأ في 9 يناير وينتهى في 15 من الشهر ذاته . ويشارك في عملية مراقبة الاستفتاء أكثر من 150 هيئة دولية ومحلية بينهم ممثلون عن منظمة الايجاد والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومعهد كارتر للسلام وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية. وستعلن نتيجة الاستفتاء بين 6 من فبراير أو في 14 منه إذا وجدت شكاوى واعترضات على النتائج. وبعد 9 من جويلية 2011 وهي نهاية الفترة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل، قد يصبح جنوب السودان أحدث دولة في القارة الافريقية في حال قرر الناخبون الانفصال. وعانى جنوب السودان من حروب طويلة مع الشمال، أوقعت نحو مليوني قتيل قبل التوصل الى اتفاق سلام عام 2005 فتح الباب أمام إجراء هذا الاستفتاء الذي أعطى الجنوبيين حق الاختيار بين الانفصال والوحدة مع الشمال. ومن جهته، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إنه اذا ما سار الاستفتاء بسلام فسيساهم ذلك في استعادة العلاقات العادية بين امريكا والسودان. وكتب أوباما في صحيفة ”نيويورك تايمز” أن ذلك يمكن أن يشمل رفع العقوبات الاقتصادية ورفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب أما اذا اندلعت اعمال عنف جديدة فان هذا يعني مزيدا من العزلة الدولية للسودان. وكان من بين أول من أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت الذي وصف الاستفتاء بأنه ”اللحظة التاريخية” بالنسبة جنوب السودان. وقال كير وهو يرفع أصبعه وعلامة الحبر عليه بعد ان شارك في الاقتراع :”انها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان”، وأضاف ”أقول للزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق ولكل الذين قتلوا معه أن جهودهم لم تذهب سدى”.