تبدأ اليوم أول انتخابات رئاسية في السودان منذ 24 عاماً وقد اختتم الرئيس السوداني عمر حسن البشير حملته الانتخابية، مبديا ثقته باكتساح الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، فيما نفى نائبه الأول رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية ''سلفاكير ميارديت'' انسحاب حركته من الانتخابات في الولايات الشمالية. وأعلن البشير في كلمة له أمام آلاف من مؤيديه بمدينة دلقو أقصى شمال السودان أمس اختتام حملته الانتخابية مؤكدا الفوز بالانتخابات.. كما أنهى حملته الانتخابية لاقتراع اليوم الأحد بانتقاد المحكمة الجنائية الدولية وقال البشير أمام تجمع للآلاف من مناصريه في العاصمة السودانية الخرطوم إن الغربيين في إشارة إلى الجنائية الدولية وصندوق النقد الدولي يجب ألا يوجهوا الاهانات للسودان. ورد الرئيس السوداني البشير في خطاب ألقاه على اتهامات المعارضة له ولحزبه بالسعي لتزوير الانتخابات، واعدا بأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة، وقال مخاطبا تجمعا جماهيريا عند افتتاح محطة ضخمة للطاقة الكهربائية في سد مروي شمال السودان ''ستكون الانتخابات عادلة وحرة ونزيهة ونموذجية''، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد وصل إلى الخرطوم، مع مواصلة فريق المراقبين من المركز الذي يديره عملية في التحضير لمشاركتهم في مراقبة الانتخابات السودانية، وقال كارتر '' من المؤسف أن بعض الأحزاب قررت عدم المشاركة في الانتخابات''، بيد انه أشار أيضا إلى ان '' ثمة حوالي 16 ألف مرشح مازالوا مشاركين في هذه الانتخابات'' وفي مختلف المستويات. وفي جنوب البلاد اختتم ميارديت حملته الانتخابية لرئاسة حكومة الجنوب بلقاء شعبي حاشد بمدينة «بانتيو» أكد فيه أن الحركة مستمرة في الانتخابات في الشمال علي كل المستويات باستثناء رئاسة الجمهورية والانتخابات في ولايات دارفور. من جانبها أكدت مفوضية الانتخابات السودانية أمس أن عملية الاقتراع في الانتخابات ستنطلق الأحد في جميع أنحاء السودان وأن جميع الترتيبات الفنية قد اكتملت ووصلت جميع مستلزمات العملية الانتخابية لمراكز الاقتراع، وتعد الانتخابات المرتقبة أول انتخابات تعددية في السودان منذ 24 عاما حيث يتنافس تسعة مرشحين علي الرئاسة أوفرهم حظا الرئيس الحالي البشير، ومرشحان لرئاسة حكومة جنوب السودان هما ميارديت، ووزير الخارجية الأسبق لام أكول الذي انشق عن الحركة الشعبية وشكل حزبا جديدا باسم الحركة الشعبية-التغيير الديمقراطي، ويتنافس في الانتخابات نحو 14 ألف مرشح آخرين علي مستويات حكام الولايات ونواب البرلمانات القومية والإقليمية والولائية والمحلية، ولكن عددا من أحزاب المعارضة الرئيسية قرر مقاطعة الانتخابات، وخصوصا حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي الذي حذر من تزوير الانتخابات، كما سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها للرئاسة السودانية وانسحبت من الانتخابات في شمال البلاد، علي أن تقتصر مشاركتها علي الولاياتالجنوبية العشر وولايتين محاذيتين لها هما النيل الأزرق وجنوب كردفان. وينتخب سكان جنوب السودان بالإضافة إلي ذلك رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي، استعدادا للاستفتاء المقرر تنظيمه في مطلع 2011 بشأن الاستقلال.