نفى متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية ما نقله الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لشبكة سي إن إن عن الرئيس السوداني عمر البشير من أن الشمال سيتحمل أعباء الديون الكاملة للبلاد في حال انفصال الجنوب الذي سيرث صفحة بيضاء خالية من أي دين. وأضاف المتحدث ان البشير في لقائه بكارتر قد أعاد تأكيد الموقف القوي للسودان من أن على المجموعة الدولية أن تشطب الديون السودانية في إطار مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون، لأن البلاد بشمالها وجنوبها لا تملك من الموارد ما يكفي لتسديد هذه الديون خاصة مع ما يتوقع من انخفاض عائدات النفط في الشمال والتزامات الجنوبالجديدة في حال قرر الانفصال. كما نفى المتحدث باسم البشير الإثنين ذلك ايضا قائلا إن تقسيم الديون بين الشمال والجنوب إذا انفصل الأخير لن يكون مفيدا وإنه إذا ما انفصل فلن يكون قادرا على خدمة هذه الديون. وأضاف أن على الشمال والجنوب والمجتمع الدولي مسؤولية مشتركة للعمل نحو تخفيف الديون. ومن ناحية أخرى قال فرانسيز نازاريو رئيس بعثة جنوب السودان لدى الاتحاد الأوروبي إنه مع تأسيس دولة جديدة فإن الحكومة ستبحث إقامة علاقات مع إسرائيل. وقال نازاريو لإذاعة إسرائيل إن دولته ستسعى للحفاظ على علاقات طيبة مع جميع دول العالم. وأكد على أن جنوب السودان سيتبنى سياسة خارجية إفريقية منفصلة عن السياسة الخارجية العربية. وفي منطقة أبيي عززت قوات الاممالمتحدة دورياتها بعد مقتل العشرات في مواجهات بين قبائل متنافسة حسب ما اعلن متحدث باسم المنظمة الدولية. وقال مارتن نيسركي نحن قلقون جدا لهذه المواجهات بالقرب من ابيي والضحايا الذين سقطوا نتيجتها. وأضاف نيسركي أن بعثة الاممالمتحدة في السودان تعمل للتأكد من هذه الارقام في وقت تعزز فيه دورياتها وتتصل مع قادة القبائل المتنافسة. وكان زعماء في المنطقة قد أعلنوا أن 36 شخصا على الأقل قد قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل دنكا وبدو عرب من قبائل المسيرية قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه يوم الإثنين ثاني أيام الاستفتاء على انفصال الجنوب والذي يستمر أسبوعا. وأدان المسؤول الجنوبي لوكا بيونق القتال قائلا لوكالة رويترز للأنباء إن الجانبين ما زالا يحاولان تسوية نزاع مرير بشأن ملكية أبيي في إطار مفاوضات تشمل أيضا كيفية اقتسام الإيرادات النفطية والديون ما بعد الانفصال. وجاءت أعمال العنف في أبيي بعد تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما زعماء الشمال والجنوب السبت من استخدام قوات لشن معارك بالوكالة مركزا على المخاوف الدولية من أن أيا من الجانبين قد يلجأ لأساليب استخدمت في حملات سابقة. وحذر بيونق من أن قبائل المسيرية يمكن أن تثير غضب جنوب السودان المستقل إذا استمرت الهجمات. والمعروف أن قبائل المسيرية العربية تنتقل مع قطعانها من الماشية من الشمال باتجاه ابيي في موسم الجفاف بحثا عن الماء للماشية. في حين اتهم زعيم المسيرية مختار بابو نمر جنوبيين ببدء القتال وقال إن 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الأحد.