يشهد المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد السلامة، بولاية البليدة، هذه الأيام، حالة من الاحتقان والانسداد، حيث يسعى 06 منتخبين من بين 09، إلى سحب الثقة من رئيس البلدية المنتمي إلى حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، بحجة الانفراد في اتخاذ القرارات والتسيير، وهو ما من شأنه أن ينعكس على برامج التنمية المحلية الجاري إنجازها في بلدية عانت الويلات في العشرية السوداء. وتجلت بوادر هذه الأزمة في ظل رفض منتخبي وأعضاء المجلس الشعبي البلدي، المصادقة على الميزانية الأولية للسنة الجارية، حسبما أكده رئيس البلدية، فيما قال الأعضاء إنه تمت المصادقة على الميزانية، مرجعين محاولتهم سحب الثقة من رئيس البلدية إلى الأوضاع الصعبة التي تميز عمل المجلس، الذي يشهد - حسبهم - منذ فترة حالة من الانسداد، ما أثر على السير العادي لعمل الهيئة الانتخابية ومصالح المواطنين، مؤكدين في سياق ذي صلة أن رئيس البلدية أقدم على تجميد دور اللجان المنبثقة عن المجلس، ما أعاق انطلاق مشاريع التنمية المحلية. وفي بيان موقع من قبل ستة من أعضاء البلدية، تحصلت “ الفجر” على نسخة منه، برر المهددون بسحب الثقة دوافعهم والمتمثلة في شراء رئيس البلدية لهدايا وإقامة الحفلات على حساب الانشغالات الحقيقية لمواطني البلدية التي تضم ما يزيد عن 30 ألف نسمة، والتي يتصدرها تذبذب تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب وحالة الطرقات المهترئة. واتهموا رئيس البلدية بالانفراد في التسيير، وحسب مصادرنا فإن الأعضاء وجهوا العديد من الإنذارات لرئيس البلدية، بغرض مشاورتهم في مشاريع التنمية المحلية وعدم الإنفراد في اتخاذ القرارات. من جهة أخرى، وحسبما عُلم من رئيس بلدية أولاد السلامة، فإن جل الاتهامات الموجهة إليه لا أساس لها من الصحة، فالأعضاء الستة شاركوا في المصادقة على قرابة 70 مداولة، مضيفا أن مشاريع التنمية بالبلدية بلغت قيمتها 07 ملايير سنتيم، وسجلت فائضا يقدر ب 1 مليار، مصرا على أن الأعضاء شاركوا في الحساب الإداري للبلدية وفي تسييرها، لاسيما أنها استفادت من أغلفة مالية هامة، انعكست على يوميات السكان، منها 70 مليار للصرف الصحي، 45 مليار للإعانة الريفية، 29 مليار للثانوية، و17 مليار للإكماليات والابتدائيات، مكتبة وملعب البلدي، قاعتي علاج، روضة أطفال، مقر البلدية، ودار الشباب التي توجد قيد الإنجاز، 5 جسور و560 مسكن اجتماعي، حيث أن إجمالي الأغلفة المالية تلك فاق 160 مليار سنتيم. واعتبر رئيس البلدية عدم المصادقة على ميزانية السنة، نوعا من المساومة التي تقابلها المصالح الشخصية التي يرفض تلبيتها، مؤكدا أن حالة الطرقات المهترئة هي نتيجة الأشغال التي تشهدها البلدية عبر كامل إقليمها، وسيتم التفرغ لها بمجرد الانتهاء الأشغال الجارية.