أعرب رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، في تصريح خص به “الفجر”، عن تضامنه مع جميع المبادرات الرامية للتغيير وإحلال الديمقراطية في الجزائر، معتبرا أن الأهداف المشتركة بين أصحاب تلك المبادرات المتعددة هي القاسم المشترك بين قوى التغيير في الجزائر فيما تبقى الخصوصيات الإيديولوجية قناعة خاصة بكل مجموعة، تقتضيها طبيعة الحالة الاستعجالية التي تعرفها الجزائر وإلحاحية مطلب التغيير تجنبا لانفجار اجتماعي متوقع في أي وقت. قال أحمد بن بيتور، باعتباره عضوا في مبادرة ميثاق الحقوق والحريات الديمقراطية في الجزائر، التي تنضوي تحت لوائها عدة أحزاب إسلامية، في مقدمتها حركة الإصلاح الوطني، إنه يساند المسيرة المقررة يوم 12 فيفري المقبل، من طرف التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، حتى وإن كان أصحاب المبادرة لا يشاركون فيها لأسباب تتصل بجوانب عدة. وفي رده على سؤال خاص بإمكانية تغيير بعض الأمور بعد مسيرة 12 فيفري المقبل، قال أحمد بن بيتور “إن ذلك مؤكد، حتى وإن كانت النتائج التي ستلي مسيرة السبت المقبل محدودة، لكن التجربة تبين أن المطالب سيتم تحقيقها تدريجيا”، وأضاف “فالمسيرة ستعقبها في نظري مسيرات وتحركات أخرى، ستساهم في دفع الأمور نحو الانفراج وإحداث تغييرات في العمق وليس على مستوى الأشخاص فقط، وفي جميع الميادين التي تتصل بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إن مساندتنا للمسيرة فيه دعم سياسي ومعنوي”. وأشار رئيس الحكومة الأسبق إلى أنه من الضروري أن تترفع الحركات والمجموعات المرافعة للتغيير في الوقت الراهن عن الخصوصيات الإيديولوجية، وهذا لمصلحتها ومصلحة الوطن. وأوضح أن الحالة التي تعرفها الجزائر في الوقت الراهن على جميع الأصعدة متدهورة و”كارثية”، وهو السبب الأول الذي سيجعل جميع المجموعات الرامية إلى التغيير تتنازل عن جوانبها الاديولوجية وتتفق حول المبادئ والخطوط العامة، وهي التغيير وإقرار الديمقراطية وتحسين أوضاع البلاد بصفة عامة. وواصل محدثنا أن النموذج المصري دليل على ذلك، فساحة التحرير بمصر اتسعت لجميع أطياف المعارضة والمسلمين والمسيحيين، الحركات الشبابية، من أجل هدف واحد وهو إسقاط نظام مبارك. واعتبر النموذج المصري أحسن مثال على توحد الجماعات حول المشاريع الهادفة للتغيير، خاصة وأن هناك نقاطا مشتركة بين مجموعات التغيير ولا يمكن أن تقفز عليها، فالخصوصيات الإيديولوجية ليست استعجالية بالنظر إلى الأهداف الأساسية، وهو ما يسقط على النموذج الجزائري الناشد للتغيير، حسب بن بيتور، لتبقى الاديولوجيات والخصوصيات نقاطا يمكن أن تجمع حركات التغيير حول جدولها وتتناقش حولها في المستقبل.