شهد اللقاء الذي جمع أمس الأول اتحاد الحراش أمام شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بالمحمدية أعمال شغب واسعة واقتحام الجمهور للميدان، رغم الطابع الودي للمباراة التي تدخل في إطار استعداد الفريقين لاستئناف بطولة القسم الأول المحترف إلا أن الأمور سارت في اتجاه مغاير، بفعل أعمال شغب من طرف أنصار الفريق الحراشي الذين حضروا بالآلاف لمتابعة فريقهم في هذا اللقاء. امتلأت المدرجات عن أخرها رغم أن اللقاء غير رسمي، واختار الأنصار المتابعة القريبة لناديهم للاطمئنان على مستوى الفريق قبل مواجهة الداربي أمام المولودية هذا الثلاثاء. كما أن برمجة اللقاء في الفترة المسائية ساعد الكثيرين على التواجد بملعب أول نوفمبر، حيث كان من المعتاد أن يقيم الفريق لقاءاته في الصبيحة. رماش يتسبب في إصابة بوعلام والأنصار يصبون غضبهم على الكناري سارت المباراة بشكل عادي في المرحلة الأولى، والتي أشرك فيها المدرب شارف تشكيلة مكونة من لاعبي الاحتياط، ومع بداية المرحلة الثانية، قام المدرب بإقحام التشكيلة الأساسية للفريق. وبعد مرور أقل من ربع ساعة يتدخل رماش دون قصد على اللاعب بوعلام، الذي بدأ في الصراخ من شدة الألم، ما استدعى تدخل الطاقم الطبي الذي أشار للمدرب شارف باستحالة إكمال اللاعب للقاء، لتثور الجماهير الحاضرة بسبب هذا التدخل، وتوجه شتائم للزوار، كما قام البعض برشق الملعب بالقارورات والمفرقعات، خاصة أن الجميع دخل للملعب دون تفتيش ما دام أن اللقاء ودي، ولم يكن في الحسبان وقوع انزلاقات من هذا النوع. الأنصار يتهمون أوصالح بشتمهم ويقتحمون أرضية الميدان تأتي الدقيقة 61 ليقوم المدرب بلحوت باستبدال لاعبه أوصالح، الذي خرج وسط سيل من الشتائم والمقذوفات وحتى كراسي المنصة الشرفية. وقد حاول اللاعب حماية نفسه، لكن الأنصار رأوا أن اللاعب قام بحركة غير أخلاقية تجاههم، ليقوم البعض باقتحام أرضية الميدان، وهو ما جعل الحكم حسني يأمر بتوقيف اللقاء والتوجه بسرعة لغرف تغيير الملابس. وكاد بعض الأنصار يصلون إلى لاعبي الشبيبة للنيل منهم لولا تدخل رجال الأمن الذين نجحوا في حماية اللاعبين، وإغلاق غرف الملابس أمام الجماهير التي امتلأت بها أرضية الميدان. دومي حضر المواجهة ولجنة الأنصار تتهمه بالشغب شهد اللقاء حضور مصطفى الدومي رئيس لجنة الأنصار السابق، الذي نجح في إجبار الإدارة على تنظيم استفتاء لانتخاب رئيس جديد للجنة، حيث يطمح للعودة مجددا، بعد أن وجه عدة اتهامات للجنة الحالية التي يقودها زيتوني على ضوء سوء تسيير الملعب أثناء اللقاءات، وغلاء التذاكر وأمور أخرى. ووجهت لجنة زيتوني اتهامات مباشرة لبعض الأطراف والتي اعتبرتها سببا في الأحداث، على رأسهم الدومي الذي يريد الاستثمار في مشاكل الفريق للفوز برئاسة لجنة الأنصار في الانتخابات المتوقع أن تقام شهر أفريل القادم. رماش وأوصالح يعتذران لأنصار الحراش عقب اللقاء تمكنت “الفجر” من محاورة اللاعب رماش الذي كان في حالة من الصدمة لما حدث، حيث أكد أن تدخله كان عاديا، حيث أراد لعب الكرة، لكنه تدخل بشكل غير متعمد على اللاعب حمية، وقد اعتذر في الحين لبوعلام خلال اللقاء. وأضاف رماش أنه يعتذر شخصيا لأنصار الحراش إذا كان سببا في غياب بوعلام عن المنافسة لا قدر الله. من جانبه صرح أوصالح ل”الفجر” أنه لم يتصرف بشكل خاطئ تجاه الأنصار، مبديا استياءه من سوء التفاهم الذي حدث، كما قام بتوجيه اعتذاراته للكواسر نيابة عن كل الفريق، وتمنى ألا تتسبب هذه الأحداث في تعكر العلاقات الجيدة بين الشبيبة والحراش. بن سمرة: “لا يمكنني التعليق على الأحداث حاليا ومتأسف لسوء استقبالنا للشبيبة” بدا السكرتير العام لاتحاد الحراش مصدوما لما آلت إليه الأمور، ولم يجد الكلمات المناسبة لوصف ما حدث حيث أكد ل”الفجر” أن القضية ستدرس عاجلا، ولا يمكنه توجيه تصريحات في الوقت الراهن. كما عبر عن خيبة أمله الكبيرة لسوء استقبال فريق الشبيبة، والتي لطالما تربطها علاقات طيبة مع الفريق الحراشي الذي يجد كل التسهيلات اللازمة بتيزي وزو. كما أكد وجود بعض الأشخاص الذين لا يحبون الفريق ساهموا في إشعال نار الفتنة قبيل أيام معدودة من لقاء المولودية، والذي لم يتأكد إجراؤه لحد الساعة، حيث من المحتمل أن يتأجل الداربي للمرة الثالثة هذا الموسم.