تورط حكومة الغنوشي في الفساد يدفعها للبقاء لمحو آثار فضائحها اعتبر الكاتب والصحفي سليم بقة في حديث ل"الفجر" أن مليشيات الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي هي التي تقف وراء ما تعرفه تونس من فوضى واغتصابات، مؤكدا أن الاحتجاجات الشعبية كانت مسالمة لولا اندساس بقايا بن علي فيها، وكشف عن أن استمرار حكومة الغنوشي في السلطة رغم موجة الاحتجاجات المطالبة بتنحيها يعود لتورطها مع بن علي في قضايا فساد وهي تسعى حاليا لتنقية ملفاتها قبل انتهاء فترتها الانتقالية، ولم يستبعد بقة تدخل الجيش التونسي لفرض الأمن إذا استمرت الفوضى. ألقى سليم بقة كل اللوم على بقايا مليشيات بن علي في إثارة الفوضى في تونس وزعزعة الثورة مؤكدا أن بقايا نظام بن علي من الحزب الحاكم سابقا وبعض الأشخاص من الأمن التونسي وبعض الأطراف التي سلحها بن علي قبل رحيله يقصدون تشويه صورة الثورة التونسية حيث يروي سليم بقة "للفجر أن المظاهرات التي شهدتها تونس الجمعة كانت كثيفة لكنها مسالمة تطالب بتنحي حكومة الغنوشي لكن مندسين هم من اطلقو النار عند مقر وزارة الداخلية وهي عملية "سابوطاج" من قبل بقايا بن علي ويرى الكاتب التونسي سليم بقة أن مليشيات بن علي تسعى لخلق فوضى في تونس، كما أن بعض المجموعات والمجرمين يستغلون الأحداث للانتقام من آخرين والثأر حيث انتشرت أعمال النهب والسرقة والاغتصاب في مدن تونسية وخاصة في العاصمة وضواحيها وأصبح هناك رعب في أوساط النساء وكل فئات المجتمع. ويحمل صاحب صحيفة "الجراة " المحظورة في عهد بن علي "سليم بقة "مسؤولية الفوضى التي تعيشها تونس لحكومة الغنوشي التي ترفض الاستجابة لمطالب الشعب والتنحي ، وهو ما ينتج عنه استمرار الاحتجاجات واستمرار عمل المندسين في الاحتجاجات من مليشيات بن علي المسلحة في ضرب استقرار تونس. وحول أسباب تمسك حكومة الغنوشي بالبقاء يكشف بقة ل "الفجر" أن هناك ملفات خاصة تضم تورط الغنوشي وعدد من وزرائه في قضايا فساد ورشوة تحاول الحكومة الاستمرار في البقاء في السلطة لمحوها خلال فترة الستة شهور المؤقتة حيث ثبت خروج أموال مثلا حتى بعد هروب بن علي من البنك المركزي ..وهو ما يفسر عدم رحيل الحكومة رغم الاحتجاجات التي لم تتوقف ضدها. ولم يستبعد الكاتب سليم بقة تدخل الجيش التونسي لفرض الأمن إذا استمرت الفوضي التي عطلت كل شيء في تونس من دراسة وعمل وطالب الجيش التونسي بأن يكون نزيها مثلما كان نزيها في حماية الثورة. ميدانيا لازالت الفوضى والمسيرات تسيطر على الشارع التونسي حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا فى مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في وسط العاصمة تونس. وأوضح أن مواجهات عنيفة وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في قلب العاصمة التونسية السبت، وقامت قوات الأمن بتفريق نحو 300 متظاهر رفعوا شعارات مناهضة للحكومة الانتقالية أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة التونسية، وذلك بعد أن أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع. جاء هذا الاشتباك في أعقاب احتجاج كبير مساء الجمعة على تشكيل الحكومة المؤقتة بعد تنحي بن علي. وفي هذه الأثناء أطلقت قوات الأمن النار لتفريق المحتجين الذين أحرقوا إطارات سيارات وألقوا حجارة.