استنكر العديد من سكان حي صحراوي بمدينة الأربعاء بالبليدة، سياسة الإقصاء من برامج التنمية في المنطقة، وطالبوا السلطات الوصية بالتحرك من أجل إخراجهم من العزلة والتخلف الذي يعيشونه منذ الاستقلال، بالرغم أن الحي هو من أعرق الأحياء وأكبرها في المدينة. عبر سكان الحي البالغ عددهم 12 ألف نسمة ل”الفجر” عن التهميش الذي لازمهم منذ أكثر من نصف قرن على كل المستويات، سواء ما تعلق بالسكن، الشغل أو المرافق التربوية، ونددوا بعدم اهتمام المسؤولين لانشغالاتهم وتحسين ظروف المعيشة القاسية نتيجة تدهور وضعية حييهم. وطالب السكان بضرورة تدخل رئيس الدائرة الجديد من أجل استفادة المنطقة بمشاريع التنمية، وعلى رأسها إنجاز إكمالية لوضع حد لمعاناة 600 تلميذ يقطعون مسافة 04 كلم يوميا للوصول إلى مؤسساتهم بوسط المدينة، بسبب نقص وسائل النقل عبر الخطوط التي تربطهم بمقر البلدية. وأكدوا ل”الفجر” أن هذه الوضعية تتسبب في تأخير العديد من العمال للالتحاق بمناصب عملهم وتأخر التلاميذ عن موعد الدخول لمؤسساتهم، مطالبين السلطات المحلية بتزويدهم بحافلات النقل المدرسي للتخفيف من مشاكل النقل، وأضافوا أنه في الوقت الذي تتمتع أغلب المناطق في الجزائر من غاز المدينة، فإن الحي لم يستفد بعد من هذه المادة الحيوية الضرورية، خاصة في فصل الشتاء حيث يكثر الطلب على غاز المدينة، بالإضافة إلى معاناتهم في الحصول على قارورات الغاز، رغم الوعود المتكررة للسلطات المحلية المتعلقة بإدخال غاز المدينة. وعلى صعيد آخر فإن معاناة السكان تتضاعف بسبب ندرة الماء الشروب، نتيجة قدم قنوات توصيل الماء التي أصبحت عاجزة على تلبية حاجتهم اليومية من الماء نتيجة توسع النسيج العمراني من جهة، وإنجاز قنوات الماء الشروب التي تعود إلى العهد الفرنسي من جهة ثانية، والتي أضحت لا تغطي إلا 20 بالمائة من حاجيات السكان، بينما يبقى 80 بالمائة يعيشون أزمة حادة في ندرة الماء، ما أجبرهم على اقتناء مياه الصهاريج التي بلغ سعرها 700 دينار للصهريج الواحد، وهو ما يكلفهم أعباء مالية إضافية. ومن أهم انشغالات السكان وضعية الطريق الكارثية التي تربط بين الحي والبلدية، بسبب كثرة الحفر التي تتحول إلى برك مائية أثناء تساقط الأمطار وانتشار الغبار صيفا، وهو ما انعكس سلبا على حركة تنقلاتهم، بحيث يضطرون أثناء تساقط الأمطار إلى استعمال الأحذية البلاستيكية.