تعيش مولودية باتنة فترة فراغ تضاف إلى سلسلة الأزمات التي مر بها النادي منذ بداية البطولة، حيث اعتبر مناصرو البوبية قرار العقوبة مجحفا وطالبوا بإلغائه بعد أن شكل صدمة لمحبي النادي والمسيرين وحتى اللاعبين الذين انهاروا معنويا، بعد أن كان الحديث الدائر بينهم هو تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، بعد أن اعتلى الفريق المراتب الأولى في سلم الترتيب خلال جولات ليست بالبعيدة. وهذا منذ الأحداث الأخيرة التي تخللت اللقاء المفترض بين مولودية باتنة وشباب قسنطينة، وما تلاها من عقوبات سلطتها الرابطة على المولودية والشباب بحرمانهما من نقاط المباراة ومعاقبة ملعبيهما بأربع مقابلات كاملة بالإضافة إلى الغرامة المالية. ولم تفلح حنكة المدرب الجديد كمال مواسة في إرجاع رفقاء القائد زياد إلى السكة الصحيحة، بعد أن منيت البوبية بهزيمة مرة أمام شباب عين تيموشنت على ملعبه، بالنظر إلى وضعية المنافس الذي يتذيل الترتيب ولم يحقق غير تضييع النقاط داخل وخارج قواعده. وكان الأمل معلقا على تحقيق الفوز على تيموشنت خارج الديار لبعث الروح المعنوية للاعبين وتجاوز الأحداث المؤسفة أمام “السياسي”. غير أن ذلك بدا صعب المنال على لاعبين ظهروا بأداء باهت في المباراة الأخيرة ولم يفلحوا في ترجمة بعض الفرص المجانية التي منحت لهم إلى أهداف، ما يرسم صورة الوضعية الحقيقية للفريق الذي بدأ يدخل حسابات السقوط بالنظر إلى المواجهات الصعبة المنتظرة خارج باتنة وبأرضية ملعب أول نوفمبر التي ستلعب عليه البوبية أربع جولات دون جمهور، حسب قرار الرابطة وتقهقر المولودية إلى المرتبة التاسعة. أصابع الاتهام توجه لمواسة بعد إخفاقه في أول خرجة لم يسلم المدرب كمال مواسة من الانتقاد الذي طاله من الأنصار الغاضبين على وضعية فريقهم، حيث حملوه رفقة اللاعبين مسؤولية الخسارة في تيموشنت بعد أن كان رفقاء المهاجم عقيني في أمس الحاجة إلى لمسة مدرب بحجم مواسة للتخفيف من أثر العقوبة على معنويات اللاعبين، بعد أن سارعت إدارة الحاج زيداني إلى توفير كل ظروف الراحة للاعبين أثناء السفرية إلى تيموشنت، حيث اختاروا الإقامة بوهران وكان لهم ذلك. كما أن تنقلهم تم بواسطة الطائرة بغية تهيئتهم لأداء مقابلة جيدة والعودة بالنقاط إلى باتنة. ويكون بذلك المدرب مواسة قد دشن مشواره الحالي مع المولودية بخسارة أمام متذيل الترتيب، وهو مطالب بدون شك ببذل جهود إضافية تكتيكية وتدريبية لتفادي مثل هاته السيناريوهات. ولم تخف بعض الأطراف الفاعلة في بيت الفريق ندمها على رحيل المدرب بن جاب الله الذي تلقى عرضا من مولودية قسنطينة، وسيكون على رأس “الموك” بنسبة كبيرة، بعد أن أدى مشوارا طيبا مع المولودية رغم الأزمة المالية وقلة الإمكانيات، غير أنه اكتسب حبا كبيرا من طرف اللاعبين والأنصار الذين يعتبرونه رجل مطافئ البوبية، وتوقعوا نتائج أفضل في حال بقائه على رأس الفريق.
اللاعبون يكذبون إشاعة معارضتهم لقدوم مواسة بعد هزيمة المولودية في تيموشنت، تعالت الأصوات والتبريرات التي حاولت ربط الإخفاق بأسباب يمكن تقبلها، حيث ظهرت إشاعات حول محيط النادي والمقربين منه تقول بأن الهزيمة مردها رفع اللاعبين أرجلهم في المباراة لمعارضتهم مجيء المدرب مواسة على رأس العارضة الفنية. وهو ما نفاه اللاعبون نفيا قاطعا وأكدوا بأن الهزيمة لا تعدو كونها كبوة جواد وأكدوا للأنصار الذين تحينوا حصة التدريبات أول أمس التي حضرنا جانبا منها للسؤال عما حصل للفريق في تيموشنت، أن اللاعبين لم يكونوا في يومهم. وسيكون التدارك أمام أمل مروانة حتميا في المباراة التي ستلعب لحساب الجولة القادمة بملعب مروانة، كما طالبوا الجميع بالالتفاف حول الفريق في هذه الظروف الصعبة. تأجيل الجولة ال18 فرصة اللاعبين للتحضير ل”الآبيام” يشرف المدرب مواسة على الحصص التدريبية لشبان البوبية بانتظام منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث سيعمل كثيرا على الجانب النفسي لمحو آثار الهزيمة من نفسية أشباله وشحن بطارياتهم لتحقيق نتيجة إيجابية بمروانة لحساب الجولة ال18 المؤجلة إلى الفاتح من شهر أفريل. وهو ما يعطي المدرب واللاعبين وقتا كافيا للتحضير الجيد، سيما وأن الداربي المحلي أمام أمل مروانة لن يكون سهلا، وسيستفيد الأمل بدوره من عودة الكثير من ركائزه الذين عانوا من الإصابة مؤخرا وعلى رأسهم المهاجم الكهل خرخاش.