رغم انفراج الأزمة بنجاح رئيس الشبيبة، بوعلام طياب، في إبطال مفعول القنبلة التي كانت كل المؤشرات تقول إنها ستنفجر أمس الأول من خلال إقرار المجلس الإداري إقالة المدرب مناد من على رأس الإدارة الفنية للفريق، إلا أنه تراجع في آخر لحظة بعد اجتماع الصلح الذي أشرف عليه الرئيس طياب شخصيا الأمر الذي عجل بعودة الأمور إلى نصابها من خلال عودة المدرب مناد إلى عمله تحت أعين العشرات من مناصري الفريق الذين تنقلوا خصيصا للتأكد والوقوف على حقيقة الأمر . الحقيقة التي حاولت أطراف مقربة من إدارة شبيبة بجاية إخفاءها من خلال نفي وجود أي مشكل في بيت الشبيبة، محملين الصحافة الوطنية مسؤولية فبركة سيناريو إقالة المدرب وخلافه مع مجلس الإدارة. ذات الفكرة تقبلها بعض الأنصار الذين حملوا ممثلي الصحافة الوطنية الحاضرين بقوة أمس الأول بملعب الوحدة المغاربية لتغطية الحدث، المسؤولية كاملة وكأنهم طرف في القضية. وهذا ما دفع بجمعية الصحفيين والمراسلين للصحافة الرياضية بالولاية إلى نشر بيان ترفض فيه مثل ذات الاتهامات وتطلب من فريقي شبيبة ومولودية بجاية التعامل مع ممثلي الصحافة باحترافية وتسهيل مهمتهم في تأدية رسالتهم الإعلامية. تسريب الأخبار كان من داخل بيت الشبيبة، والصحافة قامت بواجبها ما يؤكد أن الاتهام الذي طال ممثلي الصحافة الوطنية المكلفين بتغطية نشاط شبيبة بجاية ومن بينها جريدة “الفجر” بضرب استقرار الفريق، باطل ولا يوجد أي دليل لإثبات ذلك، ما عدا نية مسؤولي النادي في البحث عن كبش فداء آخر لتقديمه قربانا والاختباء وراءه لتفادي سخط الأنصار، بعد الاتهامات الخطيرة التي وجهت للمغترب مهدي قاسم بتعمد تضييع ضربة الجزاء وتواطئه مع مدربه السابق في وفاق سطيف زكري ومولودية الجزائر حاليا. من أجل كشف الحقيقة نؤكد أن المعلومات التي تم نشرها في وسائل الإعلام حول الأزمة التي ضربت بيت شبيبة بجاية كانت تسرب من داخل بيت الشبيبة وتصلنا بأدق تفاصيلها، حول كل ما جرى خلال الاجتماعات التي عقدت سواء بين أعضاء مجلس الإدارة والرئيس طياب أو تلك التي عقدها طياب مع الطاقم الفني بقيادة مناد، ناهيك عن اجتماع الصلح بين الطرفين المتنازعين تحت إشراف طياب. ومنه نقول أن الصحافة لم تقم سوى بعملها اعتمادا على مصدرها الخاصة، وأنها لم تفتعل أي قضية، بما أنها تطرقت إلى وضع قائم، وحقيقة وقف عليها الجميع أمس الأول بملعب الوحدة المغاربية. إعادة النظر في العلاقة مع الصحافة المعروف على إدارة شبيبة بجاية التعتيم الإعلامي واستعانتها بالصحافة عندما تكون بحاجة لتمرير رسائل والتنديد بتصرفات تتعرض لها خلال التنقلات. فإقدامها على نشر بيان مفاده إعادة النظر في طريقة تعامل الفريق مع الصحافة، بتقييد حرية اللاعبين في إدلاء الحوارات عدا قائد النادي زافور الذي سينوب عنهم إلى جانب المدرب مناد، أمر مألوف وليس بجديد في بيت الشبيبة التي اعتمدت ذات النهج بدون جدوى في وقت المدرب البرتغالي أوريكو ڤوماز والفرنسي جون إيف شاي. اتصال المسير مهلب بآلان مشال بداية الخلاف مع مناد بالعودة إلى جذور الأزمة فإن الشرارة الأولى للخلاف بين الأطراف المتخاصمة انطلقت على هامش لقاء شبيبة بجاية بالعميد، برسم اللقاء المتأخر بين الفريقين لمرحلة الذهاب في منافسة البطولة، حيث اتصل خلاله المسير مهلب زوبير بمدرب مولودية العاصمة حينها الفرنسي آلان ميشال لخلافة مناد. ومباشرة بعد وصول الخبر إلى مسامع مناد، استنكر هذا الأخير تصرف المسير من خلال تقدمه بشكوى للرئيس طياب، ومنذ ذلك الوقت توترت العلاقة بين الرجلين. أعضاء مجلس الإدارة يساندون مهلب ويقفون في وجه مخطط إبعاده المعروف أن عودة مدرب شبيبة بجاية إلى الفريق جاءت نتيجة ضغط الأنصار على طياب، وكذا أطراف فاعلة في محيط النادي. هذه الأخيرة حركت سيناريو معاقبة المسير مهلب من خلال وضع خطة تقضي بطرده من المجلس الإداري. ذات السيناريو تفطن له المسير الذي حظي بتأييد مطلق ومساندة باقي أعضاء المجلس الإداري الذين وقفوا معه في وجه مخطط إبعاده. تصريحات مناد النارية، عجلت بخروج الخلاف إلى العلن ما يؤكد أن الخلاف كان عميقا بين الطرفين، هو استغلال المجلس الإداري لأول فرصة له للضغط من أجل الإطاحة بالمدرب مناد، وتتمثل في فشله في تحقيق الهدف الأولي وهو الصعود على منصة التتويج في المرحلة الأولى من البطولة، باحتلاله الصف السادس، إلى جانب خروجه من منافسة الكأس على يد فريق مولودية العاصمة الذي لعب المواجهة منقوصا من عدة لاعبين مؤثرين و منهكا من سفرية شاقة قادما من أدغال إفريقيا بعد مواجهته لفريق ديناموس الزيمبابوي. وأكثر ما أثار استياء وسخطهم هي تصريحاته التي كان يؤكد خلالها تعامله فقط مع الرئيس طياب دون غيره من أعضاء المجلس. وهذا ما دفعه إلى عقد اجتماع طارئ وإصدار قرار إقالته رفقة كامل الطاقم الفني. هل تراجع المجلس عن إقالة مناد عن قناعة أم هي مجرد مناورة تكتيكية؟ من خلال المعلومات الموجودة بحوزتنا حول القضية، والتي تؤكد عمق الخلاف بين المدرب وأعضاء المجلس الإداري، فإن التراجع عن قرارات راديكالية للطرفين في اجتماع واحد، اعترف خلاله مناد بأعضاء المجلس بعدما كان يقتصر الأمر على الرئيس لوحده، رافضا الاستجابة لاستدعاء المثول أمامهم، ومن جهته سحب المجلس قرار الإقالة الرسمي في رمشة عين وكأن شيئا لم يحدث بمجرد اعتراف المدرب بشرعيتهم، يجعلنا نتساءل عن مدى صدق الطرفين في إبرام الصلح بذات السرعة وإن لم تكن هناك حسابات خفية للطرفين. عودة مناد تضمن له الحصول على مستحقاته بسرعة ومن أجل الإجابة عن ذات التساؤل، سمح لنا بحثنا المعمق في القضية بكشف خيوط الصلح المصطنع. إذ كشفت مصادرنا أن المدرب مناد وجد ضالته فيه، فمن جهة يحافظ على سمعته من خلال عدم خروجه من باب الإقالة، كذا ضمانه استلام مستحقاته كامل وبسرعة عوض لجوئه إلى العدالة. فيما تفادى المجلس المغامرة بإقالة سيدفعون ثمنها غاليا في حالة إخفاق الفريق أمام اتحاد العاصمة، خاصة في ظل رواج إشاعات مفادها ترتيب المسير حداد اللقاء لشقيقه الأكبر رئيس مجلس إدارة اتحاد العاصمة. إلى جانب السبب الأساسي في تراجعه وهو عدم جاهزية الحل البديل لخلافة مناد. فمصدرنا أكد اتصال الرئيس طياب شخصيا رفقة بعض أعضاء المجلس بمدربين محليين للإشراف على حظوظ النادي لكن اعتذار الأول بسبب التزامه بموعد أداء العمرة في هذا التوقيت ورفض الثاني عقد قصير الأجل لمدة ثلاثة أشهر فقط، حال دون تطبيق قرار إقالة مناد وسحبه نهائيا. هذا ما يؤكد أن الأمر لا يعدو سوى مناورة من طرفهم لوضع المدرب أمام الأمر الواقع في لقاء اتحاد العاصمة، فالتعثر يعني انتفاضة الأنصار على مناد. قاسم ينجح في إقناع طياب ببراءته وسيعود إلى الفريق الأسبوع القادم قضية أخرى ستبقى شوكة في حلق المدرب مناد، وهي قضية المغترب قاسم، الذي نجح في إقناع الرئيس طياب ومجلس الإدارة، بعد لقاء جمعه رفقة والده الذي تنقل خصيصا من فرنسا للوقوف إلى جانب ابنه، وكذا رئيس وأعضاء المجلس، تمت خلاله تبرئة ذمة اللاعب من الاتهامات الخطيرة التي وجهها له المدرب مناد والحارس شويح بالخيانة. قاسم الذي قد يتخلى عن فكرة مقاضاة مناد وشويح حسبما أكده لنا والده أمس الأول، سيعود إلى جو التدريبات بداية الأسبوع المقبل، عملا بنصيحة الرئيس الذي طلب وقتا لإقناع الأنصار بعدم التعرض له. مناد يلغي تنقل العلمة بسبب نقص التعداد اعترف أمس مدرب شبيبة بجاية جمال مناد، بصعوبة المهمة التي تنتظره في اللقاء المقبل أمام اتحاد العاصمة في ظل النقص العددي في تعداده جراء الإصابات التي يعاني منها، وكذا تواجد الدولي بولعنصر مع المنتخب الوطني الأولمبي . وهذا ما دفعه إلى إلغاء المواجهة الودية التي كانت مبرمجة بالعلمة أمام البابية. “لا يمكن لي أن أغامر بعد تضييع أسبوع كامل لم نعمل فيه بشكل جيد في ظل غياب العديد من اللاعبين بداعي الإصابة. لهذا قررت إلغاء المواجهة لتفادي تسجيل إصابات أخرى نحن بغنى عنها”.