أوضح الكاتب والفكر الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة موسكو، في اتصال هاتفي له مع “الفجر“ من موسكو، أن روسيا تنظر إلى ما يحدث في العالم العربي بحذر شديد، مشيرا إلى أن لديه وثائق تؤكد على أن ما يحدث في ليبيا هو من تحريك أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي تسعى - حسب قوله - منذ سنة 2005 الإطاحة بالأنظمة العربية وإحداث الفوضى تنفيذا لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي كانت أعلنت عنه الإدارة السابقة للبيت الأبيض “موقف الجزائر من أحداث ليبيا هو موقف متعقل ومتوازن” تقارير تؤكد أن ال”سي أي إي” أنشأت منظمة سنة 2005 من أجل الإطاحة بالأنظمة العربية وهو ما دفعها في تلك السنة إلى تأسيس منظمة حملت الصبغة غير الحكومية تحت إسم “بزنروفور ديلكتس أكشن” من أجل تنفيذ ذلك المخطط. وعلى حد قول فيتشيسلاف، فإن مجلس إدارة المنظمة مدعوم من شخصيات رسمية من المجلس القومي الأمريكي لدعم خطة جيوسياسية في منطقة العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن مؤسسات أمريكية عريقة تدعم تلك المخطط وفي مقدمة تلك المؤسسات أكد فيتشيسلاف أن التقارير التي بحوزته تؤكد على تورط شركة غوغل العالمية، ومع شركة روكشد، وإنكوريرشن، وإكس نوبل الأمريكية، في تنفيذ مخطط الفوضى في البلاد العربية، موضحا أن المنظمة أرسلت في وقت سابق مستشارا لها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية إلى القاهرة. وأشار فيتشيسلاف أن المستشار يواصل مهامه اليوم في السعودية. وقال فيتشيسلاف إن مخطط التغيير الذي أسسه المحافظين الجدد في إدارة بوش، شدد على أن لا تنتقل عدوا التغيير إلى إيران وتركيا، موضحا أن حديث الإدارة المستمر عن إيران ليس أكثر من محاولات للفت أنظار الرأي العام العالمي من أجل ضمان عدم تألبه ضده الولاياتالمتحدة. وكشف المستعرب الروسي: “إن المنظمة الأمريكية نسقت مع شركة غوغل العالمية، ومع شركة روكشد، وإنكوريرشن، وإكس نوبل الأمريكية”. وأكد فيتشيسلاف أن روسيا تتفق تماما مع الجزائر في ضرورة التعقل في تناول ملف ليبيا لما يعتبر هذا الملف من خطير ومتشعب، حيث تتقاطع فيه مصالح الولاياتالمتحدة مع منظمات مشبوهة. وقال فيتشيسلاف: “روسيا لا تأيد القذافي ولا تدعمه وهي تنظر إليه أنه زعيم فاقد للشرعية”. وشدد فيتشيسلاف، على ألا يكون الخيار العسكري هو الطريق من أجل الإطاحة، مشيرا إلى على أن الحل لا بد أن يكون سياسي من خلال التفاوض بين الشعب الليبي ومعمر القذافي من أجل تسليم مقاليد الحكم دون تعريض المدنيين إلى الخطر ودون أن يؤدي محاولة الإطاحة بالقذافي إلى حرب أهلية تزعزع أمن واستقرار منطقة الشمال الإفريقي ككل. وقال رئيس جمعية التعاون العملي الروسي مع البلدان العربية :” القذافي طور علاقاته مع الولاياتالمتحدة بشكل كبير سنة 1996، وروسيا لا تعتبره صديقا”. وأضاف: “لا توجد شركات روسيا في ليبيا تعمل في حقول البترول”. وقال: “هناك 9 شركات منها شركة واحدة فقط روسيا، بينما باقي الشركات أمريكية، وهو ما يعكسه حقيقة الأمر التي تكون قد انفجرت بين القذافي وأمريكيا بسبب نفط ليبيا”. واعتبر فيتشيسلاف أن شخصية القذافي أعقد ما في الأمر، وقال واصفا معمر القذافي بصاحب الشخصية الفريدة من نوعها: “الخلافات الأيديولوجية ستجعل ليبيا تدخل في حرب أهلية أمر أكيد جدا”. وشدد محدثنا على أن المجلس الانتقالي الليبي لا يمثل الشعب الليبي، ولا يمكن له أن يتفاوض باسم الشعب الليبي، وقال محدثنا إن أي دعم عسكري لأي من طرفي الصراع سوف يدفع بالأوضاع إلى الدخول في حرب أهلية طويلة الأمد. وعن موقف الجزائر، أوضح فيتشيسلاف أنه يحترمه جدا، مشيرا إلى الجزائر تعي جيدا ما تقوم به، وقال فيتشيسلاف: “حل الأزمة الليبية بيد الجزائر، فهي دولة جوار محورية، ودورها حاسم، خاصة وأن أمنها مرتبط بأمن ليبيا، ليس من مصلحتها التوترات التي تعيشها ليبيا”. وأضاف فيتشيسلاف: “إذا كان العالم يريد فعلا حلا للأزمة في ليبيا عليه الاستماع لموقف الجزائر”.