شهدت، صبيحة أمس، عملية تدشين التشغيل التجاري للجزء الأول لتراموي مدينة الجزائر الرابط بين برج الكيفان، وحي الموز بالمحمدية بالضاحية الشرقية، فضيحة كبيرة عكستها الأعطاب التقنية التي شهدها التراموي في أول انطلاقة له، والناتجة عن خلل في مركز توزيع الكهرباء، ما دفع بوزير النقل، عمار تو، إلى مطالبة المؤسسة المشرفة على المشروع ومدير مؤسسة سونلغاز بتقديم توضيحات عن المشكل الذي عرقل انطلاقه لمدة ساعتين لأمن الوطني يحذر ويدعو المواطنين إلى التحلي باليقظة استغرب الوفد رفيع المستوى الذي كان حاضرا بمحطة مختار زرهوني بحي الموز، من الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي عن محطات التراموي، في حدود الساعة 11 صباحا، أي في الموعد المحدد لتدشين المشروع الذي دامت أشغاله 5 سنوات، وتأخرت أشغال إنجازه لمدة سنتين، الأمر الذي دفع عمار تو، إلى مطالبة مدير الطاقة بالتدخل الفوري لإصلاح العطب، والتأكد من جاهزيته للانطلاق. أوضح وزير النقل، عمار تو، خلال إشرافه على تدشين الشطر الأول لتراموي الجزائر الرابط بين برج الكيفان، وحي مختار زرهوني، الذي يمتد على طول خط 2.7 كلم في الاتجاهين، والمتكون من 14 محطة، أنه يتوفر على 12 عربة تنقل يوميا مابين 10 آلاف إلى 15 ألف راكب من الساعة السادسة صباحا إلى غاية التاسعة مساء، وبسعر 20 دينارا للتذكرة الواحدة، مضيفا أن الخلل الذي حدث في الخط الكهربائي الرئيسي، يحدث في كل بلدان العالم على اعتبار أن التراموي يعمل ب 700 فولط، وهو ما أوضحه مدير الطاقة، بن حورية، في رده على استفسار الوزير، حيث أرجع الخلل إلى عطب على مستوى مركز توزيع الطاقة. وقال عمار تو في رده على سؤال “الفجر” إن سعر التذكرة يطبق على جميع المواطنين، بمن فيهم الطلبة، حيث تلغى بطاقة تنقل الطالب عند الصعود على متن التراموي، لأن المتكفل بهم هي الجامعة، مشيرا في سياق آخر أن السائقين الذين قاموا بالتشغيل التجاري للشطر الأول من مشروع تراموي الجزائر الرابط بين برج الكيفان وحي مختار زرهوني، تم اعتمادهم من مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري “إيتوزا”. غياب الإجراءات الاحترازية بخصوص “التراموي” يثير قلق الجهات الأمنية حذرت المديرية العامة للأمن الوطني من مخاطر عدم استكمال أشغال “تراموي الجزائر” الذي انطلق شطره الأول، أمس الأحد، دون الإشارات الضوئية، التي تنبه إلى مرور هذه الوسيلة الجديدة، على مستوى تقاطع الطرقات على وجه التحديد، موجهة النداء إلى المواطنين، ومدراء المؤسسات التربوية بالخصوص، قصد تحسيس المتمدرسين بخطورة الوضع. وأكد محافظ الشرطة عن أمن ولاية الجزائر، فلالي محمد، في تصريح إذاعي أن المديرية العامة للأمن الوطني وبالتعاون مع أمن ولاية الجزائر، قامت بتخصيص جمهرة من عناصر الأمن القدامى، من أجل العمل على سلامة المواطنين من خطر “تراموي الجزائر”، تزامنا مع المخاوف التي بادرتهم، بخصوص عواقب سير “تراموي الجزائر” في نفس الطرق التي يستعملها الراجلون إضافة المركبات، محذرا من الاستهانة من المخاطر التي ستنجم إذا ما لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة من طرف كل الجهات المعنية. وشدد فلالي على ضرورة الصرامة في التعامل مع هذه الوسيلة الحديثة، التي قد تشكل خطرا على تلاميذ المدارس بالخصوص على مستوى المنطقة الشرقية، موجها نداء لمدراء المؤسسات التربوية الواقعة على طول المناطق التي يمر بها “التراموي”، بتكثيف الحملات التحسيسية، بالتعاون مع السلطات المحلية على مستوى مقاطعة الدارالبيضاء، لتجنب أي حوادث يروح ضحيتها المتمدرسون وحتى المواطنون على مستوى الأحياء. ودعا المتحدث، إلى استغلال كل أنواع الإشهار وقنوات السمعي البصري كالتلفزيون، باعتبارها الوسيلة الأنجع للتحسيس حول كيفية التعامل مع “التراموي” والخطوط الكهربائية التابعة له، مطالبا بحصص توعوية على مستوى المدارس ولافتات بالطرقات، حيث أكد أن الكل معني في هذه الحملة، من أولياء وأساتذة ومصالح الأمن والسلطات المحلية، خصوصا أن الأشغال لم تنته بعد، حيث لم تركب الإشارات الضوئية، والتي من شأنها التنبيه مسبقا بمرور هذه الوسيلة الغريبة عن الثقافة الجزائرية، في مقاطع الطرقات. ويجدر القول أن هذا المشروع الضخم الذي يسير عن طريق الطاقة الكهربائية، والذي انطلقت أشغاله منذ خمس سنوات، سيعرف في بدايات انطلاقه عدة صعوبات، حسب التحذيرات المتكررة التي باتت توجهها مصالح الأمن عن طريق حصص الإذاعة الوطنية، في محاولة منها التحسيس بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والوقائية لتفادي وقوع حوادث سير في ظل غياب واضح للحواجز الأمنية التي تفصل الراجلين عن سكك التراموي، وكذا تداخل ممر الراجلين وطرق السيارات مع السكك الحديدية.