بوتفليقة يقبل مواصلة رافاران لمهمته، وزيارة مرتقبة لشوفانمان اعتبر ألان جوبيه أن تأكيد الرئيس نيكولا ساركوزي، على “الطابع الظالم” للاستعمار قبل سنوات أمر كاف ولا حاجة للحديث عما حصل قبل قرن من الزمن، وأكد أن العلاقات تحتاج إلى تطلع نحو المستقبل وعدم اجترار الماضي، وقال ألان جوبيه في ندوة صحفية نشطها أول أمس، بإقامة الميثاق، قبيل استقباله من طرف رئيس الجمهورية “أن موقف التوبة ليس محل نقاش بفرنسا”، وأضاف بالتأكيد على أن هذا الموقف واضح بالنسبة للطرفين أي الجزائري والفرنسي، مضيفا “نحن رجال ننظر إلى المستقبل”. جوبيه ذهب إلى حد التأكيد على أنه رغم الخلافات الموجودة بين الجزائروفرنسا فإنه لا يجب الحديث عن ملفات “تثير الانزعاج”، وأشار إلى أن ملف الأرشيف سيتكفل به فريق عمل على رأسه مسؤول رفيع وستطرح المسألة محل خلاف على طاولة النقاش، فيما تدرس لجنة خاصة ملف تعويضات ضحايا التجارب النووية. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية، مراد مدلسي، على تعويض عدد كبير من الجزائريين ضحايا التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، وكشف عن تشكيل فريق عمل لتحضير اتفاقية ثنائية في هذا الشأن. ولخص ألان جوبيه في حديثه حول الملفات المتعلقة بالاستعمار بالقول، إنه يتم “تغليب الحوار وليس التنافر”، وأبرز جليا ما تريده باريس من الجزائر وأن أهم شرط لبناء علاقة قوية بين الطرفين هو “تجاوز الماضي”، مؤكدا على ضرورة الخروج من دائرة الماضي وعدم التساؤل عما حدث قبل قرن أو خمسين عاما ليتضح ما يمكن فعله في العلاقات بين الطرفين. ويبدو أن اتفاقا بهذا الشأن قد تم التوصل إليه بين مسؤولي البلدين، حيث تحدث جوبيه عقب لقائه بالوزير الأول، أحمد أويحيي، عن “الإرادة المشتركة لتفادي قيام متطرفي الجانبين بإحياء الجراح القديمة بدون جدوى”. وبدا جوبيه متفائلا جدا بنتائج زيارته للجزائر والمحادثات التي تمت بينه وبين رئيس الجمهورية والوزير الأول وجلسة العمل التي جمعته بنظيره مراد مدلسي، واعتبر أن سرعة تطرقه للعلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا خلال لقائه ببوتفليقة، دليل على عدم وجود صعوبات، وأن “الاستقبال الحار” الذي حظي به يعد إشارة احترام ويبرز العلاقات الممتازة بين البلدين، وقد افتك جوبيه موافقة عبد العزيز بوتفليقة على متابعة مهمة مستشار الرئيس ساركوزي جان بيار رافاران، لمواصلة العمل على الملفات المرتبطة بالجزائر خاصة الاقتصادية منها. كما أكد مدلسي على السير الجيد للاتفاقيات الجزائرية-الفرنسية، وكشف عن التحضير لاتفاق خماسي جديد يتماشى وجهود تحسين العلاقات بين الطرفين. وتعقب زيارة ألان جوبيه للجزائر، زيارة رئيس جمعية فرنسا-الجزائر و عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جون بيار شوفانمان، يوم الأحد المقبل، والتي ستدوم خمسة أيام. على صعيد آخر، أكد ألان جوبيه على الاستعداد التام لبلاده للمشاركة في جهود مكافحة الإرهاب في الساحل، من منطلق اعتبار بلاده الهدف الأول للتهديد الإرهابي، مثمنا جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وأكد على ضرورة تعاون كل الأطراف وعملها على ضمان استقرار الساحل من خلال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والفقر، وأشار مدلسي إلى تطابق وجهات النظر في هذا الشأن والحاجة إلى تعاون إقليمي أكبر. الجزائر تنفي ضغوطات لطرد سفير ليبيا وباريس ترفض اتهامها بنقل المرتزقة من جهة أخرى، كذب وزير الخارجية الفرنسي الاتهامات الموجهة للجزائر بشأن إرسال مرتزقة إلى ليبيا للقتال في صفوف معمر القذافي، وقال إنه “لابد من عدم الاهتمام بهذه الإشاعات والاتهامات غير المؤسسة”، كما رد مراد مدلسي بخصوص تعرض الجزائر للضغوط من اجل طرد سفير ليبيا بالجزائر، بالقول “إن الجزائر سيدة في قرارتها، وأضاف أن “الجزائر لها سفارة بليبيا لأن هذا البلد عضو في الأممالمتحدة وأن طرابلس لاتزال عاصمته”، مشيرا إلى أن علاقات الجزائر مع ليبيا مطابقة للوائح مجلس الأمن الأممي. كما أكد مراد مدلسي، أن الجزائر ستتبنى موقف الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بخصوص الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، وأشار إلى أن الجزائروفرنسا تتفقان حول حل سياسي للأزمة في ليبيا. وفي هذا السياق قال جوبيه إن الحل السياسي مرهون بوقف فعلي لإطلاق النار وتنحي القذافي عن السلطة العسكرية والمدنية، وأضاف أنه لابد من رفع اللبس وعدم الحديث عن تدخل عسكري فرنسي في ليبيا، ولكن عن تدخل أممي، موضحا أن تنحي القذافي غير وارد في لائحة مجلس الأمن، لكن أغلبية المجموعة الدولية تجمع على فقدان القذافي لشرعيته كرئيس دولة، وأن المجلس الانتقالي محادث حتمي، وقد تحصل على اعتراف عدد كبير من الدول.