أشادت الجزائر وفرنسا بالتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية، والذي سيترجمه المخطط الخماسي الذي يتم التحضير له لتفعيل التعاون الاقتصادي بين الجانبين والممتد من 2012 الى غاية ,2017 كما اكدتا أول أمس، خلال ندوة صحافية مشتركة نشطها وزيرا خارجية البلدين، على المضي قدما لتعزيز هذه العلاقات لكي تكون اكثر قوة على المستوى الإقليمي. وقال وزير الخارجية السيد مراد مدلسي، ان المشاورات التي اجراها مع نظيره الفرنسي كانت ايجابية وجد مشجعة. مشيرا الى ان هناك تقدما ملحوظا منذ 2007 بين البلدين، من خلال ابرام العديد من الاتفاقات الاقتصادية التي من شأنها ان تعزز التعاون الثنائي، لا سيما في مجال تحويل التكنولوجيا، وذكر في هذا الصدد أن هناك 600 اتفاقية ممضاة بين جامعات البلدين في هذا المجال. من جانبه، ابدى الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والاوروبية السيد الان جوبي تفاؤله، بأن تعزز المؤسسات الفرنسية نشاطها في الجزائر، انطلاقا من ان ''هذه المؤسسات ستستثمر في بلد ينتظره مستقبل افضل حقق خلال السنوات الأخيرة نموا اقتصاديا ''ايجابيا جدا وحتى رائع''. مشيرا إلى أنه سيتم ابرام جميع اتفاقيات التعاون قبل نهاية السنة الجارية. كما أشاد بتطور العلاقات الثنائية في الفترة الاخيرة. موضحا أنها تمر بفترة خاصة تمتاز بالوضوح بفضل العلاقات الوثيقة القائمة بين رئيسي البلدين والعمل الذي تم انجازه لحد الآن، في اشارة الى التقارب المسجل في الفترة الراهنة، الذي قال عنه بأنه يتعلق ''بعلاقات تعود بالفائدة على الطرفين''. وذكر في هذا الإطار بالزيارة التي قام بها السيد جان بيار رافاران نائب رئيس مجلس الشيوخ والوزير الاول الاسبق يومي 30 و31 ماي الماضي إلى الجزائر، وتنظيم المنتدى الدولي الأول للشراكة بين الجزائر وفرنسا الذي كان ناجحا، يؤكد الوزير. وإبرازا للمؤشرات الإيجابية التي اضحت تميز التعاون الثنائي، ذكر جوبي بتنصيب مجموعة عمل لتجسيد الاتفاق المبرم بين البلدين حول النووي المدني، إضافة إلى نقل التكنولوجيا والدور الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وبعد ان اكد أن البلدين بصدد تحقيق تقدم في عدة ملفات، رفض السيد جوبي فكرة ان تكون هناك ملفات ''مزعجة '' مثل الملف الخاص بالتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية. مشيرا الى ان هناك مجموعة عمل مدعوة لإعداد تقييم حول التعرض للإشعاعات النووية في جنوبالجزائر والتي ''تمضي قدما'' حول هذه المسألة. وأشار السيد جوبي الى ان الطرفين ليس لديهما نفس المواقف دائما بخصوص بعض المسائل، غير انه يتم دائما تغليب الحوار بين البلدين، وذكر في هذا الصدد بمشكل الأرشيف خلال الفترة الاستعمارية حيث تم تنصيب مجموعة عمل ثنائية لدراسة هذه المسألة. اما بخصوص الذاكرة المشتركة بين الدولتين، لا سيما ما يتعلق بالاستعمار، فذكر المسؤول الفرنسي بتقييم الرئيس نيكولا ساركوزي لهذه المسألة، معتبرا انها ''ذات طابع غير عادل''، كما اشار الى ان فكرة ''التوبة'' ليست محل ''نقاش'' بفرنسا. واردف يقول في هذا الصدد ''لسنا على هذا المنحى'' وان ''الوضع واضح بالنسبة لطرف والطرف الآخر''. و''اننا رجال ننظر الى المستقبل''. من جهة اخرى، اشار السيد جوبي على هامش الندوة الصحافية، انه خلال محادثاته مع الوزير الاول السيد احمد اويحيى بشأن الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر (2012)، أعرب الطرفان عن ''ارادتهما المشتركة لتفادي قيام متطرفي الجانبين بإحياء الجراح القديمة بدون جدوى''.