أكد رئيس الحكومة السابق، أحمد بن بيتور، أن كل الدلائل تشير إلى أن رياح التغيير ستطال كل البلدان العربية بما فيها الجزائر، داعيا إلى وجوب تفعيل عمل إرادي اختياري يقود هذا التغيير الحتمي، وهذا يتطلب وجود نخبة ملتزمة حاملة للكفاءة. وقال، أمس، أحمد بن بيتور، خلال ندوة نظمها مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بعنوان “أسباب غياب النخبة في قيادة التغيير المنشود”، إن النخبة في الجزائر لم تكن على موعد مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي تقتضي التغيير ولا في تأطير قاطرة خيارات الديمقراطية، وذلك لاعتبارات تاريخية، وأضاف أن حتمية التغيير جعلت المجتمع الجزائري مفتوحا على احتمالين، إما حدوث انتفاضة يخوضها شباب متحمس يعبر بالتخريب، وإما انخراط النخبة في تأطير هذا التغيير الحتمي بشكل هادئ ومرن. وأوضح المتحدث أن السلطة أمام نفس التحدي ويجعلها أمام خيارين أيضا، إما الاستمرار في التعنت الحالي من خلال إعادة تصميم تغييرات جزئية مرة تلو الأخرى تحت مسميات عديدة، وهي بذلك تتجه بالمجتمع إلى الاحتقان الذي يولد حتما الانفجار، والخيار الآخر هو استيقاظ المشاعر الواعية لدى الجميع والعمل على مباشرة التغيير المنشود، مشيرا إلى ضرورة الإقدام على التغيير الشامل، وقال إنه “تغيير كل شيء دفعة واحدة وإعادة إنشاء الدولة من جديد، وهنا يأتي دور النخبة”. واقترح بن بيتور خارطة طريق تعمل على تفعيل دور النخبة لقيادة التغيير المنشود، وهو ما يمس بالبنية السياسية في العمق، بحيث يؤثر بصورة معتبرة في العلاقات القائمة بين عناصرها، وقال إن الدول الأكثر نجاحا هي تلك القادرة على إحداث التغيير السريع والفعال، الذي ينطوي على تغييرات جوهرية تدوم طويلا وتشمل النظام برمته.