تتصارع عدة أطراف هذه الأيام على الأوعية العقارية القريبة من الطريق السيّار شرق-غرب، في أمل منها للحصول على عقارات تضمن لهم الاستثمار المستقبلي، بعد أن أقصى الطريق عدة مدن وأهم الولايات من الاستثمارات التجارية، معلنا القطيعة عليهم الشطر الغربي مفتوح إلى مغنية بتلمسان وإطلاق محطتين للوقود اضطر المئات من أصحاب المطاعم ومتاجر الخدمات، وكذا أصحاب محطات الوقود إلى تشميع محلاتهم وفضاءاتهم التجارية، بعد أن أقصاهم الطريق السيّار شرق-غرب من خدمات الزبائن، حيث يجانب هذا الطريق المناطق الحضرية وأهم المدن والولايات، التي كانت تعرف نشاطا تجاريا كثيفا، بسبب حركة المسافرين، إلا أن انتهاء أشغال الطريق السيّار في الجهة الغربية للوطن إلى غاية مدينة مغنية الحدودية بتلمسان، أعلن عزوف أصحاب المركبات عن هذه المدن، وأصبح بإمكان مستخدمي هذا الطريق عدم الدخول إلى أية ولاية أو مدينة، بداية من الطريق السريع بالبليدة ووصولا إلى مدينة مغنية بتلمسان، خصوصا وأن الشطر الغربي ”معبّد” بشكل جيد، ولا وجود لمطبّات أو انكسارات في الطريق، عكس الجهة الشرقية للوطن. وخلال لقاء جمعنا ببعض الفاعلين في القطاع التجاري من ولايات وهران، تلمسان، الشلف وغليزان، على هامش تدشين فندق ”إيبيس” بوهران، أكد لنا هؤلاء أن نشاطهم التجاري تراجع بقوة، ما أثّر على استثماراتهم وعائداتهم لدرجة أنها شبه منعدمة، وأنهم في رحلة بحث عن عقارات بالقرب من الطريق السيّار لإنجاز مشاريع تجارية تعيد لهم الأرباح مجددا بعد توقف اضطراري، كلفهم خسائر تراوحت بين 10 إلى 100 مليون سنتيم في اليوم، وهي تتعدى الملايير باحتساب حجم الاستثمارات ومدة توقف النشاط، ولقد توجّهوا إلى السلطات المعنية بعدة مراسلات لتسهيل الإجراءات لهم، بعد كساد تجارتهم وتعويضهم على حواف الطريق السيّار، إلا أنهم لم يتلقوا الإجابة بعد، منتظرين الأقطاب الجديدة التي تبرمجها الحكومة، والتي خلّفت صراعا قائما بين عدة أطراف تحاول السيطرة على مشاريع الطريق السيّار. التجار ينتظرون وعود وزير الأشغال العمومية وعن خدمات الطريق السيّار والمشاريع المبرمجة، تحدث إلينا التجار بأن ذلك يتطلّب فضاءات خضراء ومحطات للراحة وفنادق ومطاعم ومحطات للصيانة وأخرى تنشط في مجال ميكانيك السيارات، إلى جانب إنجاز وحدات للأمن والحماية المدنية وتجهيز الطريق بأنابيب للماء والغاز، لمواجهة الجليد في فصل الشتاء، وكذا الحاجة إلى محطات للوقود، خصوصا وأن الدولة تطمح إلى إنشاء أقطاب استثمارية ضخمة في عدد من الولايات بجانب الطريق السيّار، كما وجهوا نداء لوزارة الأشغال العمومية للإسراع في إنجاز محطات الوقود المتنقلة والثابتة، وتسريح المشاريع التي تقدم التجار بها، بغية إنجازها قريبا، تماشيا مع وعود وزير القطاع، عمار غول، الذي أكد تدشين عدة محطات للخدمات المتنوعة قريبا، بالرغم من أن العابر للطريق السيّار في شطره الغربي، يلاحظ إقامة محطتين هما في طور الأشغال حاليا.