أصبح استعمال المكيفات الهوائية في المؤسسات والإدارات مصدر إزعاج لدى بعض الموظفين الذين يتجنّبون استخدامها لتفادي الحر الشديد، بحجة أنهم يعانون من زكام أو لديهم حساسية، فيما وجدت هذه الأخيرة تأييدا من آخرين يعيشون في صراع دائم مع هؤلاء، من أجل الظفر بنسمة هواء منعشة تمسح عرقهم وتهوّن عليهم تعب ساعات الدوام يواجه بعض الموظفين العاملين في الأماكن المغلقة كالمؤسسات والشركات مشكل الحر خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، فكم هي كثيرة المواقف التي عشناها والقصص التي سمعنا عنها في حياتنا اليومية والعملية بطلها المكيفات الهوائية التي تحوّلت إلى معركة حامية الوطيس بين مؤيد ومعارض. الحساسية والزكام وراء نفور البعض نجد بعض الموظفين في المؤسسات العمومية أو الخاصة على حد سواء يتجنبون استعمال المكيف الهوائي مرجعين سبب ذلك كونه يسبب لهم أمراض كالزكام وحساسية الجهاز التنفسي وغيرها من المشاكل التي يكون لها انعكاسات سلبية على صحتهم فيما بعد. وفي هذا الإطار، كشف لنا سمير موظف بمؤسسة خاصة بأنه مصاب بحساسية دائمة ولا يتحمّل التبريد الاصطناعي ويفضل الهواء الطبيعي. من جهتها، قالت لنا هناء موظفة بشركة عمومية بأنها مصابة بمرض “الشقيقة” وكثرة البرودة تسبب لها ألم في رأسها. ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل إن هؤلاء يطلبون من البقية عدم استعمال المكيف الهوائي، ومن هنا تبدأ الملاسنات والمشاحنات بين كلا الطرفين، لتصل في بعض الأحيان إلى الوقوع في شجارات أو سوء تفاهم يؤدي إلى القطيعة، وهو ما جاء على لسان نسرين موظفة في مؤسسة خاصة “أنا لا أطيق الحر وأعمل طول النهار، لذا فأنا أفضل أن أستعمل المكيف الهوائي، إلا أنني أتعرض لوابل من الملاحظات والتذمر من قبل البعض”. التفاخر والتباهي بامتلاك أفخر الماركات وهناك الكثير من الأشخاص لديهم عقدة التباهي وإظهار أنفسهم بين الآخرين وأنهم على دراية بآخر ما أنتجته التكنولوجيا من أجهزة كهرومنزلية، حيث يعرضون خبراتهم في مجال تشغيلها، وهو الأمر الذي يظهر جليا، من خلال بعض تصرفاتهم، وهو ما أكده لنا محمد يعمل موظف بشركة تأمينات “أنا أشتغل بنفس المؤسسة التي يعمل بها شخص معروف عنه التباهي أو “الزوخ”، كما يقال بالعامية لدرجة أنه يتدخّل في كل كبيرة وصغيرة ويظهر عضلاته بأنه متمكن في كل شيء”. مكيفات بين أخذ ورد أمزجة الموظفين من جهة أخرى، نجد بأن هناك من يشغّل المكيف الهوائي بدافع الاستفزاز، غير مبال بالطرف الآخر، ويتعمّد تشغيله مع العلم أنه قد يضايق البعض الآخر، وهو ما أفصحت عنه فريدة تعمل بمؤسسة خاصة منذ 10 سنوات قائلة “إن بعض زملائي يقومون بتشغيل المكيف الهوائي وبعد بضع دقائق يأتي آخرون ويطفئونه، وهكذا دواليك وكأننا نعيش في صراع أو في حرب باردة”. وفي السياق ذاته، نجد أن كثرة تشغيل وإطفاء المكيفات الهوائية بواسطة جهاز التحكم أو غيره لعدة مرات في اليوم الواحد قد يؤدي إلى تلفها، وهو الأمر الذي يدفع بأرباب العمل إلى رفض تصليحها في كل مرة أو شراء أخرى، ليدفع ثمن ذلك الموظف المحايد ويذهب ضحية عناد البعض.