الوزارة تفكر في مدرسة امتياز لأبناء الأجانب إلغاء مسابقات التوظيف الخاصة بالدخول المدرسي المقبل لإدماج 29 ألف متعاقد تبنى، أمس، الأمين العام لوزارة التربية، أبوبكر الخالدي، وبلهجة حادة مهمة الدفاع عن سمعة القطاع وجودة التعليم بالجزائر، بعد حملة من الانتقادات والاتهامات الموجهة من قبل المختصين ونقابات القطاع حول تدهور مستوى التلاميذ إلى الاسوإ ومحاولات تستر الوزارة على ذلك، بتضخيم نتائج الامتحانات الرسمية، محاولا تبرير إخفاقات المتمدرسين لما عاشته الجزائر في سنوات العشرية السوداء، وهذا بعد تسجيل معادلات كارثية في الرياضيات والتكنولوجيا والانجليزية والفرنسية وصلت إلى حد 5/20. وعلى صعيد آخر، كشفت الوزارة عن إمكانية إلغاء مسابقات التوظيف الخاصة بالدخول المدرسي، ودعت المؤسسات الخاصة إلى الاستثمار في المدارس التحضيرية. وبعد عملية سرد طويل لنتائج النجاح في امتحانات شهادة التعليم المتوسط قبل الإصلاح وما بعده من قبل أبو بكر الخالدي خلال ندوة صحفية نظمت بمقر وزارة التربية بالمرادية بالعاصمة، وعودته إلى الارتفاع المسجل في نتائج هذا الامتحان، منذ 2006 إلى غاية 2011، اتهم المتحدث الجهات التي تنتقد المستوى التعليمي بالمؤسسات التربوية الوطنية، بمحاولة تشويه سمعة الجزائر، مشددا على حقيقة النتائج التي باتت تعلنها وزارة التربية التي تظهر حقيقة مستوى المتمدرسين، قائلا “إن الأرقام تبين ارتفاع نسب النجاح، أحب من أحب وكره من كره”. وعاد الخالدي بالتفصيل للنتائج العالية المحققة بالمتوسط، مؤكدا استحالة التشكيك في مستوى ما يزيد على 189 ألف و743 تلميذ الذين تحصلوا على معدلات من الجيد إلى ممتاز، واعتبرها نتيجة مجهودات جبارة تقوم بها الوزارة الوصية رفقة مختلف أجهزة الدولة. وتطرق المتحدث إلى معدلات التلاميذ بالتفصيل ما تعلق بالراسبين والناجحين في محاولة منه تحليلها وتسليط الأضواء على نتائج المواد التي سجل فيها معدلات إيجابية وتلك التي اخفق التلاميذ فيها لتحسينها مستقبلا، موضحا أن مترشحي امتحانات شهادات التعليم المتوسط، وجدوا صعوبة في الإجابة عن مواضيع الرياضيات التي سجل فيها معدل وطني لم يتجاوز 9.92/20، والتكنولوجيا 8.13 من 20، ونفس الشيء للإنجليزية حيث سجلوا معدل 7.57 والفرنسية 9.09. وقد أثبتت الأرقام أن صعوبات كبيرا تواجه التلاميذ في هذه المواد حتى الناجحين فيهم، حيث تحصلوا على معدل وطني في الانجليزية 8.86، والتكنولوجيا 9.10 من 20، والفرنسية 10 /20 فقط، في الوقت التي كانت معدلات الراسبين جد كارثية، 5.81 هو المعدل الوطني للتكنولوجيا، و5.36 في الرياضيات، والانجليزية4.51، والفرنسية 6.6. وحاول أبو بكر الخالدي تبرير هذه النتائج الكارثية بعدة عوامل أهمها نقص أساتذة اللغات الأجنبية الأكفاء، والذي تسببه فترة العشرية السوداء حيث كانت الجماعات المسلحة تستهدف حسبه أساتذة الفرنسية، والذي أدى إلى غلق مختلف المعاهد الخاصة باللغات الأجنبية، مؤكدا أن مع عودة الأمن فإن الوزارة عملت كل ما بوسعها للتدخل لتكوين مؤطرين، ومع ذلك فإنه يتطلب وقتا لسد عجز الأساتذة. صراع بين خالدي وصالحي حول مشكلة تسريب مواضيع البكالوريا وفي الحديث عن المؤطرين، تحدث الخالدي عن إمكانية إلغاء تنظيم مسابقات التوظيف خلال الدخول المدرسي المقبل، باعتبار أن 17 ألف منصب مالي الذي خصصته الوزارة وجه لإدماج المتعاقدين، مضيفا أن عملية ترسيم هذه الفئة جارية والتي من المنتظر أن تمس 29 ألف أستاذ يخضعون للشروط التي حددها القرار الوزاري الخاص بالإدماج، والذي تم التأكيد فيه على أهمية وجود منصب شاغر وأن يكون الشخص له تخصص. وأجاب المتحدث عن أسئلة الصحفيين فيما تعلق بتسريبات مواضيع البكالوريا، حيث أكد أنه تم رفع دعوى قضائية ضد مجهول، في الوقت الذي أصر رئيس ديوان المسابقات صالحي مقاضاة 5 جرائد، مفندين حقيقة تسريب المواضيع، حيث قال “الخالدي” لو كان حقيقة فقناة الجزيرة ستشهر بالجزائر بالبند العريض، مؤكدا أن الوزارة تعتبر ذلك “لاحدث” وديوان المسابقات والامتحانات حر في من يقاضي. كما تطرق الخالدي في صعيد آخر الى مجهودات الوزارة لضمان تدريس لكل التلاميذ مشددا على الرافضين تدريس بناتهم بمقاضاتهم في العدالة، داعيا بالمناسبة المؤسسات الخاصة إلى الاستثمار بقطاع التربية من خلال فتح مدارس خاصة للتحضيري، متعهدا بتقديم الوزارة كافة المساعدات لها. ولم يستبعد المتحدث فتح أول مدرسة امتياز بالجزائر مع الدخول المدرسي المقبل، خاصة لاستقطاب أبناء الأجانب المستثمرين في القطاع الاقتصادي، حيث تشمل على كافة الأطوار بداية من طور قبل الإلزامي إلى غاية الثانوي، حيث سيتم اعتماد فيها برامج دولية باستدعاء أساتذة أكفاء لتأطير هؤلاء.