أصبحت غابة “قورصو” ببومرداس من أكثر الأماكن التي تستقطب العائلات المقيمة في المنطقة بحثا عن مكان هادئ ومحترم يمكّنها من قضاء أوقات ممتعة ومريحة، بعدما باتت معظم شواطئ المنطقة تعجّ بالصخب والممارسات الطائشة التي تعكر صفو أوقات أفرادها تقع غابة “قورصو” بمخرج ولاية بومرداس الساحلية، التي تبعد عن محيطها بحوالي 2 كلم. تحتوي على أشجار باسقة ومناظر خلابة، تمكّن الزوّار من استنشاق هواء نقي مفعم بالحيوية، خاصة وأنها محاذية للبحر حيث تمتزج الزرقة بالاخضرار. هذا المكان الذي أصبح يستقطب أعدادا معتبرة من الزوار. وعن أسباب هذا الإقبال اقتربنا من بعض الأشخاص، حيث عبّر السيد مفتاح.ب عن ارتياحه في هذا المكان، فقد أصبح بإمكانه اصطحاب كل العائلة إلى هذا المكان الآمن الذي يخلو من أي مشاكل، كما أن كل مرتاديه من العائلات باعتبار أنه آمن ويحظى بحراسة جيدة، بعدما واجهته العديد من المشاكل على شاطئ بومرداس. في نفس السياق، فإن هذه الغابة سمحت للسيدة فريال من إحضار بناتها بعدما كانت تتعرّض للكثير من المضايقات والتحرش على شاطئ بومرداس، خاصة بوجود الشباب المتمردين، أما السيد جمال وبكل صراحة قال إن هذه الغابة تخلو من الممارسات اللاّخلاقية التي تعجّ بها الشواطئ خلال موسم الاصطياف والتي تمنع أفراد العائلة من الخروج مع بعضهم البعض. من جهة أخرى، فإن الكثير من العائلات ممن لديهم أطفال صغار يستمتعون كثيرا في الغابة بعدما زوّدت في الفترة الأخيرة بالألعاب التي تشهد ازدحاماً كبيراً في الفترة المسائية، بينما يبلغ الإقبال ذروته بعد غروب الشمس، إذ تجد الطاولات ممتلئة حيث إن أغلب العائلات تجلب معها عشاءها لتتناوله في الهواء الطلق. من جهتهم، عبّر الشباب عن ارتياحهم الشديد للتطور الذي تعرفه المحلات الموجودة بغابة “قورصو”، خاصة وأن بعضها قامت بوضع ألعاب تناسب الشباب الذين يقضون أوقات طويلة وبأسعار مناسبة، وهكذا نجحت غابة قورصو في تغيير وجهة الكثير من العائلات.