جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس في خطاب ألقاه بمناسبة عيد العرش، رغبته في إعادة فتح الحدود البرية مع الجزائر، مضيفا أن الرباط ستبقى متمسكة بخيار بناء الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي ومشروع اندماجي لا رجعة فيه استغل العاهل المغربي كعادته في خطاب ألقاه بمناسبة عيد العرش الفرصة لمغازلة السلطات الجزائرية في المطلب المغربي المتكرر القاضي بإعادة فتح الحدود البرية، حيث أفاد محمد السادس بشأن العلاقات بين الجزائر والمغرب، أن هذه الأخيرة تدعو إلى فتح الحدود بعيدا عن كل جمود أو انغلاق مناف لأواصر حسن الجوار وللاندماج المغاربي، وانتظارات المجتمع الدولي، والفضاء الجهوي، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية مغربية التي أضافت أن الرباط ستظل متشبثة ببناء الاتحاد المغاربي، كخيار استراتيجي ومشروع اندماجي لا رجعة فيه مع ما يقتضيه الأمر من تصميم ومثابرة، وهو الفضاء الذي عرقلت المغرب بناءه على أكثر من صعيد خلال السنوات الفارطة. وبهذا الطلب يكون الملك المغربي محمد السادس منذ اعتلائه سدة العرش خلفا لأبيه الملك حسن الثاني لا يفوت مناسبة إلا ويترجى خلالها السلطات الجزائرية بإعادة فتح الحدود البرية جراء الأزمة الاقتصادية التي تعرفها خاصة الضواحي المغربية المتاخمة للحدود البرية، وهي الأزمة التي تهدد بانفجار اجتماعي في المغرب، وقد أغلقت الحدود البرية بين البلدين بقرار مغربي اتخذه الملك حسن الثاني سنة 1994 مباشرة بعد تفجيرات إرهابية عرفتها مراكش وهي التفجيرات التي اتهمت فيها المغرب بضلوع جهات جزائرية فيها. للإشارة كانت الجزائر ممثلة في تصريحات صحفية لرئيس الجهاز التنفيذي أحمد أويحيى، صرحت على هامش أشغال القمة الثلاثية الأخيرة، أن ملف فتح الحدود البرية مع المغرب لا يعد أولوية في الوقت الراهن، في إشارة منها إلى عجز المملكة المغربية عن توفير مقاييس أمنية دولية في حماية الحركية على مستوى النقاط الحدودية، خاصة وأن هذه الأخيرة تعد البوابة الأولى للمخدرات بكل أنواعها نحو الجزائر من جهة وبوابة تهريب سلع ومواد غذائية جزائرية مدعمة نحو الرباط من جهة أخرى.