لايزال مواطنو قرية السهريج، التابعة إداريا لبلدية الميلية بولاية جيجل، في حيرة من أمرهم جراء التهميش المتواصل، إذ لم تستفد المنطقة من مشاريع تنموية ريفية رغم أن عدد سكانها قد تجاوز عتبة 04 آلاف نسمة. كشف مواطنون يقطنون بقرية السهريج ل”الفجر” أنه لم تبق لهم وسيلة لنقل انشغالاتهم للسلطات الولائية والوطنية إلا الإعلام، بعدما فشلت مساعيهم لدى السلطات المحلية الممثلة في المجلس البلدي الحالي الذي أدار ظهره لهم، على اعتبار أن المنطقة همشت بشكل غير مسبوق ولم تستفد من مشاريع ذات طابع ريفي كغيرها من القرى، إذ يقولون إنهم حرموا من السكن الريفي بشكل مطلق بحجة أن الأراضي التي يقيم عليها سكان القرية هي ملك للدولة، الأمر الذي صعب عليهم استخراج شهادة الحيازة باعتبارها من أهم وثائق ملف الحصول على السكن الريفي. وفي هذا السياق، يطالب السكان والي الولاية بالتدخل لإنصافهم، وهذا بتسهيل إجراءات الظفر بحصصهم من هذا النوع من السكن أمام تعنت إدارة البلدية التي ماتزال، حسب رأيهم، غارقة في انتهاج أساليب البيروقراطية بالرغم من التوصيات والتعليمات الصادرة عن رئيس الجمهورية الداعية إلى تقريب الإدارة من المواطنين وحل مشاكلهم. وفي سياق ذي صلة، يشتكي سكان قرية السهريج من الانعدام التام للنقل لعدم وجود خط بين القرية ومدينة الميلية، لذلك يبقى السكان تحت رحمة أصحاب “الفرود” الذين فرضوا التسعيرات التي تخدم مصالحهم أمام غياب كل أنواع الرقابة، وما كان لهذا المشكل أن يدوم، حسب المواطنين الذين تحدثنا إليهم، لو تم ترميم الطريق المؤدي إلى ذات القرية وتهيئته. وبالرغم من كثرة عدد سكان القرية إلا أنها لاتزال بدائية، على اعتبار أنها تخلو من مظاهر التحضر، وفي مقدمتها انعدام شبكتي المياه الصالحة للشرب وكذا الصرف الصحي، ما جعل السكان يعتمدون على أنفسهم في توفير الماء الشروب. وما زاد في معاناتهم حرمانهم من الغاز الطبيعي رغم أن الأنبوب الرئيسي للغاز يمر عبر قريتهم الهادئة، كما أن أغلب حجرات المدرسة الوحيدة قديمة ومهترئة وتشكل خطرا على حياة التلاميذ، لاسيما في فصل الشتاء. ويبقى العديد من مواطني القرية متخوفون من تنامي ظاهرة سرقة المواشي داخل إقليم القرية، وهو ما يهدد حياة أغلبية سكانها الذين يعتمدون على الرعي مهنة وحرفة ونمطا لمعيشتهم. ويأمل مواطنو القرية أن تلتفت السلطات المحلية لقريتهم ببرمجة مشاريع تنموية تفيد المنطقة وتنشط الحياة الاقتصادية والاجتماعية بها، ابتداء من العام 2012. وحسبما علمنا من إدارة البلدية، فإن المنطقة استفادت سابقا من مشروع طريق تمت تهيئته وتعبيده، غير أن أشغال الحفر المتعلقة بقناة مائية أدت إلى تدهوره جزئيا، كما تم دعم المدرسة ب 04 حجرات جديدة لتعويض القاعات القديمة.