تراجع سعر بواكر التمر بشكل محسوس بمختلف أسواق التجزئة بولاية بسكرة في الأيام الأولى من العشرة أيام الثانية من شهر رمضان الكريم، حيث بيع في الأيام الأولى ب450 دج للكغ الواحد وسقط إلى 200 و140 دج للكيلوغرام الواحد حاليا من هذا النوع المعروف محليا ”بالمنقر”، أي الغرس في بداية النضج وأرجع عارفون بخبايا السوق هذا التراجع في الأسعار إلى تزايد العرض واستقرار الطلب بفعل الاستهلاك القليل وشراء كميات زائدة من طرف المستهلكين للتخزين الاستهلاكية في بداية الشهر الفضيل، هذا وقد عجلت الحرارة الزائدة للطقس في الأيام القليلة الماضية في نضج نسبة معتبرة لغلة هذا العام التي تتسم بالوفرة حسب مؤشرات السوق الذي دخلت إليه أطنان من تمر الموسم الفلاحي المنصرم التي كانت مخزنة بغرف التبريد التي تعرف تزايدا متواصلا من فصل لآخر بمختلف المناطق الفلاحية بالولاية، على غرار منطقتي الحوش وعين الناقة المتميزتين بجودة ونوعية هذا النوع من التمر. ويرشح بعض المنتجين استمرار انخفاض الأثمان خلال الأيام القادمة في نوع دڤلة نور التي تشتهر بها بالدرجة الأولى منطقتي طولقة وسيدي عقبة،فيما تبقى مناطق الولاية في مراتب أخرى مع اختلاف طفبف في المذاق والنوعية الشكل. وبالرغم من الزيادة المتوقعة لكمية الإنتاج من خلال استمرار عملية النضج، تبقى الأسعار تراوح مكانها في أيامنا هذه حيث صارت في متناول أغلب السكان، خاصة المصنفة من طرف الفلاحين والتجار الذين تحدثنا معهم بسوق سيدي عقبة، حيث بلغ السعر الأدنى لنوع دڤلة نور التي تعرف بالأم بين 80 و140 دج للمرتبة في الدرجات ماقبل الأخيرة، بينما التي تدرج ثالثة والرابعة بذات السوق بين 200 دج و350 دج والجيدة في حدود 450 دج ال500دج مع تباين مؤقت في انخفاض وارتفاع الأثمان، حسب العرض والطلب المحليين خلال شهر رمضان الجاري، في ظل نقص اليد العاملة المختصة بعملية الجني وقلة متسلقي النخل المرتفع 10أمتار وأكثر، هذا في الوقت الذي عرفت فيه جل غابات النخل بولاية بسكرة، ولاسيما دڤلة نور التي عادة ما يتأخر نضجها طبيعيا خلافا لباقي الأنواع الأخرى إلى عملية تشبيب واسعة، وهو ما أهلها لأن تبدأ في إعطاء أكلها هذا العام. وحسب تقديرات بعض الفلاحين فإن بواكر دڤلة نور ستكون خلال العشر الأوائل من شهر شوال الذي يتراجع فيه الطلب ويزداد العرض، حيث ينتظر أن لا يتجاوز سعر الكلغ 200 دج، وبعرض وفير ليس كالمواسم السابقة التي حل فيها الشهر الكريم في عز بداية جني التمر. وكما جرت عليه العادة من قبل، شرع فلاحو بعض المناطق الفلاحية في عملية تغليف عراجين دڤلة نور، بعد تعديلها حماية للمنتوج من التقلبات الجوية، اعتبارا من الحساسية المفرطة لهذا النوع من التمر، وذلك تفاديا لتغيرات محتملة لطقس المنطقة على غرار ماحدث الخريف الماضي، حيث أتلفت الرياح والأمطار اكثر من 90 بالمائة من منتوج الزاب الشرقي. وفي ذات السياق استبشر منتجو التمر خيرا بعدم إصابة نسبة معتبرة من نخيل المنطقة بداء بوفروة، نظرا للمجهودات التي يقوم بها المنتجون ودعم الدولة وسهر السلطات المحلية على حد سواء ماديا وبشريا، وذلك بتوفير العلاج المناسب واليد العاملة الفنية وتبادل التجارب الخبرات، من خلال الأيام الدراسية والملتقيات التي انتظمت في هذا الإطار طيلة العام، ما يبشر بموسم فلاحي في مستوى تطلعات الجميع الذين يتوقعون وفرة كمية غلة هذا الموسم وتميز جودتها ونوعيتها.