600 ألف ترڤي يرفضون مغادرة ديارهم والعيش بالمنفى وزير خارجية مالي: “وفاة باهانغا لن يؤثر على اتفاق الجزائر” حذّر منسق توارڤ ليبيا، إسحاق أغ الحسيني، من المنعرج الذي قد تأخذه وضعية توارڤ ليبيا، بعد أن أصبحوا مستهدفين من طرف الموالين للعقيد القذافي، والمعارضين له تحت قيادة المجلس الانتقالي وهذا منذ سيطرة هذا الأخيرة على العاصمة الليبية طرابلس، مثمنا استقبال الجزائر لتوارڤ ليبيا بمنطقة تاهات وتينالكوم التي تبعد ب 150 كلم عن جانت. استنادا إلى المعلومات التي قدمها إسحاق أغ الحسيني ل “الفجر”، فإن الوضع الإنساني لقبائل التوارڤ يعرف منعرجا خطيرا ومؤلما بسبب أعمال التقتيل والمطاردة المستمرة، ازدادت حدتها بعد سقوط طرابلس في يد أعضاء المجلس الانتقالي الليبي. وقال إن هذه المستجدات قد حملت توارڤ ليبيا إلى فرار جماعي نحو الحدود وتشكيلهم لمخيمات جماعية في المناطق الحدودية للجزائر فرارا من الموت. وتأسف إسحاق أغ الحسيني لإعطاء أنصار القذافي تعليمات لاستهداف التوارڤ، وهذا منذ الأربعاء الماضي بحجة أنهم خضعوا لأعضاء المجلس الانتقالي الليبي، الأمر الذي أدى، حسب ممثل التنسيقية، إلى فرارا جماعي للتوارڤ باتجاه المناطق الحدودية للجزائر وإقامة مخيمات هناك وبعضهم دخل التراب الجزائري واستقر بكل من منطقة تاهات وتينالكوم التي تبعد ب 150 كلم عن جنات. وعبر إسحاق أغ الحسيني، عن أسفه لعدم إقامة كل من أنصار القذافي و أعضاء المجلس الانتقالي الليبي لأي اعتبار للتوارڤ واتخاذهم قرار إبعادهم بالقوة من الأراضي الليبية واقتلاعهم من جذورهم تحت ضغط التقتيل والترهيب والإبادة. ونقل ممثل التنسيقية قلق التوارڤ من حرب الإبادة التي تستهدفهم، خاصة وأن القوات العسكرية أخلت المناطق الجنوبية من آثارهم، مشيرا إلى أن هناك مخططا واضحا لمحو آثارهم ودفعهم الى مغادرة الوطن بالقوة، مشيرا في هذا السياق الى أن 600 ألف ترڤي ليبي متمسكون بوطنهم وليست لديهم أي رغبة في مغادرة الديار والعيش بالمنفى. ووجه ممثل التنسيقية بالمناسبة نداء إلى جميع الليبيين من أجل الكف عن أعمال استهداف التوارڤ وهذا حفاظا على الوحدة الوطنية واللحمة بين أبناء الوطن، وأشار إلى أن ليبيا الغد هي بحاجة إلى جميع القوى الحية للبناء، محذرا من مغبة ترك أي ثغرة ممكن أن تستغلها في المستقبل أطراف أجنبية لتغذية حرب أهلية بليبيا تساعد في فرض وصاية أجنبية بطريقة أو بأخرى. وثمنت تنسيقية التوارڤ ندوة الجزائر الأخيرة حول الإرهاب والجريمة بالمنظمة، مشيدة بجهود الجزائر لمساندتهم وفتحها الحدود لاستقبال عدد منهم، مع وجود استعداد لاستقبال المزيد من التوارڤ الجدد وهذا إلى غاية إيجاد حل دائم للوضع في ليبيا. لكن مع ذلك أعاب ممثل التنسيقية على الحجج التي أظهرتها بعض الأطراف المشاركة في الندوة من استقبال بعض العائلات الفارة من حرب بليبيا بحجة أنها قادمة من الأراضي الليبية التي تعرف مختلف ألوان الجريمة وأن ذلك من الممكن أن يمس بأمنها واستقرارها. واستنكر إسحاق أغ الحسيني الدور السلبي لفرنسا إزاء قضية التوارڤ بليبيا والتزامها الصمت أمام الانتهاكات التي يتعرضون لها، على الرغم من أنها دخلت ليبيا بحجة تحريرها، كما دعا الرأي العام الدولي للاهتمام بما يقع لتوارڤ ليبي. شريفة. ع
وزير خارجية مالي يؤكد في قمة الإرهاب “وفاة باهانغا لن يؤثر على اتفاق الجزائر الذي لا يزال ساري المفعول” أكد وزير خارجية مالي، سومايلو بوباي مايغا، أن وفاة زعيم الطوارق إبراهيم آغ باهانغا، لن يؤثر على اتفاق الجزائر لسنة 2006 وهو الاتفاق الذي قال عنه إنه لايزال ساري المفعول إلى اليوم. في رده على سؤال حول انعكاسات وفاة زعيم الطوارق، إبراهيم آغ باهانغا، أحد قادة الطوارق بشمال مالي الأسبوع الأخير، ومدى تأثيره على الأمن والاستقرار بمنطقة كيدال، أوضح رئيس بعثة مالي الدبلوماسية “إن هذا الحدث لن يؤثر على المسار الذي تم الشروع فيه من خلال اتفاق الجزائر الذي تم سنة 2006”، مضيفا أن اتفاق الجزائر مازال ساري المفعول إلى يومنا هذا وهو قيد التنفيذ رويدا رويدا، وللوقوف عن نتائجه قال الوزير سومايلو، إن مالي ستقيم قريبا اتفاق الجزائر حتى تتمكن من إدراك ما يجب القيام به من أجل تحقيق الاستقرار الدائم بشمال مالي. وعن مؤتمر الجزائر لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، قال ذات المسؤول في ندوة مشتركة مع عبد القادر مساهل، إنها فضاء لتوحيد وجهات النظر حول استراتيجية مكافحة الإرهاب وتسطير مخططات التنمية، مضيفا أن “وقفة الجزائر ستجسد اهتمام شركائنا بهذه المسائل خاصة وأن الجميع قد فهم بأنه لا يمكن الاستمرار في التقدم والتكفل بمسألتي مكافحة الإرهاب وخوض معركة التنمية في غياب مثل هذه المنتديات”، مشيرا إلى النجاح المؤكد لندوة الجزائر وحجته في ذلك أن المشاركين توصلوا إلى تصور يحمل مقاربات مشتركة، مؤكدا في ذات السياق قناعة بلاده بأن الرد على ظاهرة الإرهاب يجب أن يتخذ أبعادا عدة وهو الحل الذي يستدعي التكفل بالشقين الأمني والتنموي على أساس التعاون والتبادل. أما بخصوص وقع الأزمة الليبية على منطقة الساحل، فقال مايغا إن انعكاساتها تتضح جليا حيث أن آثار هذا النزاع المسلح بدت جليا في نزوح سكان المناطق الفقيرة هربا من العنف وفي المقام الثاني من خلال عودة أشخاص مسلحين كانوا متورطين في النزاع بليبيا، مضيفا أن قدوم هذه الفئة سيطرح مشاكل في الجهات المعروفة بفقرها، ما قد يؤجج ظاهرة العنف بالمنطقة. كما شدد في هذا الصدد على ضرورة استرجاع الأسلحة التي قد تستغلها شبكة القاعدة وكذا على إعادة إدماج الأشخاص المعوزين الفارين والنازحين بفعل الحرب في ليبيا ومن هذا المنطلق حسب نفس المسؤول فإن إعادة إدماج العمال المهاجرين النازحين من ليبيا يعتبر تحديا جديدا.