أعلنت البورصات العالمية عن تسجيل أسوأ أداء شهري لمختلف السلع المعدنية، خلال سبتمبر المنقضي، وذلك منذ 3 سنوات، بسبب عوامل الضغط التي ولدتها أزمة الديون الأوروبية وضعف اليقين في أداء الاقتصاد الأمريكي والياباني، ونتج عن ذلك مخاطر تهدد الدول المنتجة والمصدرة للنفط والذهب، منها الجزائر، بعد أن أطاحت بالكيانات الاقتصادية الكبرى. وسجل سعر الذهب ارتفاعا بأكثر من واحد بالمائة أول أمس، بعد تسجيل أكبر مكاسب فصلية هذا الموسم، لكن المخاوف بشأن طول أمد أزمة الديون الأوروبية ضغطت على أسواق الأسهم وعملة الأورو، وزادت من الاهتمام بالمعدن النفيس كبديل لها، وبالرغم من ذلك أنهى الذهب شهر سبتمبر بخسارة تتجاوز 10 بالمائة، مسجلا أسوأ أداء شهري منذ أكتوبر 2008، بعد تقلبات شديدة سجل خلالها مستوى قياسيا عند 1920.30 دولارا للأونصة، وجرى تداوله في نطاق 400 دولار تقريبا، وبعد أن ساعدت حالة العزوف عن المخاطرة على رفع أسعار الذهب في وقت سابق، تحولت إلى تأثير سلبي على المعدن النفيس، إذ أن هبوط الأدوات الاستثمارية الأخرى دفع المستثمرين لبيع الذهب لتغطية الخسائر، لكن في الأجل الطويل مازال من المتوقع أن يستفيد الذهب من المخاوف بشأن اقتصاديات الولاياتالمتحدة ومنطقة الأورو والاضطرابات في الأسواق المالية بوجه عام، ما يزيد من مخاوف الدول النامية منها الجزائر، بالنظر إلى التبعية الخارجية، وهي مهددة في حال استمرار الأزمة. ارتفاع العقود الآجلة يزيد من المخاوف وقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي، تسليم ديسمبر ب15.50 دولارا للأوقية لتصل 1632.80 دولار، وارتفعت الفضة ب1.6 بالمائة لتصل 31.05 دولارا للأوقية، وزاد البلاتين بنحو 1.2 بالمائة ليبلغ 1535.50 دولارا للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم ب0.2 بالمائة مسجلا 61.97 دولارا للأوقية. بدورها ارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت النفط، لكنها سجلت خسارة 9 بالمائة الشهر الماضي، وتسجيل أسوأ أداء فصلي في خمسة فصول، ولا يرى المحللون إلا فرصة محدودة للتعافي مع اقتراب نهاية العام، حيث ارتفعت عقود تسليم نوفمبر 23 سنتا لتصل 104.18 دولار للبرميل. ويقول المحللون إنه من المستبعد أن تتلاشى العوامل التي تضغط على أسعار الخام في أي وقت قريب، مثلما قال أوليفييه جاكوب، المحلل لدى بتروماتريكس، في سويسرا "الطلب ضعيف جدا في حوض الأطلسي والأسعار مرتفعة والبطالة مرتفعة، لذا نحتاج إلى مزيد من الثقة لتغيير أوضاع التوظيف لتحقيق انتعاش قوي، وهذا ما سيؤثر على العالم ككل، والدول النفطية على الخصوص". وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الطلب على النفط يتراجع منذ عامين، وساهمت في ذلك مؤشرات ضعف الصين، بعد أن انكمش قطاع التصنيع لديها للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر، وهو عامل ساعد مع الشكوك المستمرة في قدرة أوروبا على حل أزمة الديون في الضغط على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم. ويغذي احتمال تدهور الوضع الاقتصادي والسقوط في الركود بمنطقة الأورو قلق المستثمرين، ما يدفعهم للنفور من المخاطرة، ويؤثر سلبا على أداء الدول الصناعية، وبالتالي الدول التابعة لها مثل الجزائر، بسبب تأثر الاستثمارات الأجنبية وتزايد أزمة الدولار.