تراجع سعر الذهب خلال اليومين الماضيين بأكثر من تسعين دولارا بعدما وصل إلى مستوى قياسي بأكثر من 1800 دولار للأونصة متأثرا بقلق المستثمرين من تقلبات أسواق المال، وتراجع سعر الذهب أكثر من ثمانين دولارا الخميس قبل أن يعزز تراجعها اول أمس الجمعة ليصل إلى 1723.70 دولار للأونصة. وتعزز انخفاض سعر الذهب بعد استعادة البورصات العالمية بعض الثقة يومي الخميس والجمعة حيث أغلقت أغلب المؤشرات على ارتفاع نهاية الأسبوع، وكان سعر أونصة الذهب بلغ في بداية المداولات في اسواق آسيا الخميس 1814.95 دولار متأثرا بالتقلبات الحادة في أسواق المال التي دفعت المستثمرين الذين أصيبوا بحالة هلع إلى اللجوء إلى هذه القيمة المرجعية بامتياز. لكن يرى محللون ماليون أن تقلب البورصات وسندات خزينة الدول والقلق الاقتصادي الكبير الذي تشهد منطقة اليورو والولايات المتحدةالأمريكية يبقي هذا الانخفاض في سعر الذهب مؤقتا.وفي المقابل، عرفت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي تراجعا الجمعة بأكثر من دولار متأثرة هي الأخرى بصعود الدولار والمخاوف بشأن الطلب من البلدان الصناعية، وانخفض سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف لتسليم سبتمبر حتى مستوى 84.65 دولارا للبرميل، وسجل سعر العقد مساء 84.70 دولارا منخفضا ب1.02 دولار. وتحسنت الأسواق الأمريكية نهاية الأسبوع اثر زيادة الثقة في منطقة اليورو، وارتفاع أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية، فقد أغلقت الأسهم الأمريكية الجمعة على ارتفاع، وكان حجم التداول أقل كثيرا من باقي أيام الأسبوع التي عرفت تقلبات حادة، واعتبرت التقلبات أثناء التعاملات أقل عنفا بكثير من تلك التي حدثت في الأيام السابقة، وأرجعتها أغلب التقارير إلى انحسار قلق المستثمرين. وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعا 1.13 بالمائة، بينما صعد مؤشر ستاندرد اند بورز 0.53 بالمائة، وأغلق مؤشر ناسداك مرتفعا بنسبة 0.61 بالمائة.وكانت الأسهم الأوروبية ، أغلقت الخميس مرتفعة بعد أن ساعد تقرير أفضل من المتوقع للوظائف في أمريكا، السوق على الانتعاش في أواخر التعاملات وتعافت أسهم البنوك مع إقبال المستثمرين على شرائها بعد موجة المبيعات القوية التي تعرضت لها في الجلسة السابقة، و ارتفع مؤشر أسهم البنوك الأوروبية 3.2 % ليأتي بين أفضل المؤشرات القطاعية أداء.ونقلت تقارير اقتصادية عن مايك لينهوف كبير الخبراء الاقتصاديين في بروين دولفين سيكيوريتز أن الأسواق شهدت مبيعات مبالغا فيها وحدث بعض الارتياح، لكنه أكد بأنه غير متأكد من انه سيستمر، مشيرا إلى أن البنوك كانت الأكثر عرضة للتقلبات وأصبحت في طليعة الانتعاش. وعرفت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا ارتفاعا معتبرا، حيث أغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني مرتفعا 3.11 % بينما صعد مؤشر داكس الألماني في بورصة فرانكفورت 3.28%، كما أغلق مؤشر كاك 40 في باريس على مكاسب قدرها 2.89 %. منجانبها أقرت الحكومة الايطالية الجمعة خطة تقشف جديدة بقيمة 45.5 مليار يورو على مدى عامين، لوضع حد للتكهنات السلبية التي تستهدف ايطاليا التي دخلت في دائرة الدول المهددة بأزمة مالية في منطقة اليورو، وقال رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكونى أن هذه التدابير التي تضاف إلى خطة تقشف بقيمة 48 مليار يورو تمتد على ثلاث سنوات اقرها البرلمان الايطالي في منتصف جويلية الماضي، ستسمح بادخار 20 مليار يورو عام 2012 و 25.5 مليار يورو عام 2013 ، لكنه عبر عن حزنه لرؤية ايطاليا تضطر إلى اتخاذ مثل هذه التدابير التقشفية. وأشار برلسكوني إلى أن الخطة تلبى مطالب الشركاء الأوروبيين والبنك المركزي الأوروبي الذي اشترط اعتماد روما تدابير تقشفية جديدة لدعمها عبر شراء سندات من الدولة، وأضاف لأنه بعد ان تم التركيز على اليونان المضاربة بدأت تستهدف ايطاليا"التي يتوجب عليها تجديد 250 مليار يورو من الديون العامة هذا العام . و أعلن برلوسكونى في سابقة من نوعها، فرض "ضريبة تضامن " على مدى سنتين تستهدف أصحاب المداخيل الأكثر ارتفاعا، وتقدر ب 5 بالمائة على أصحاب المداخيل التي تتجاوز 90 ألف يورو سنويا و10 بالمائة على أصحاب المداخيل التي تتخطى 150 ألف يورو سنويا، وتلتزم الخطة التقشفية بتوصيات البنك المركزي الأوروبي بشأن تحرير الاقتصاد وخوصصة الشركات وتليين قانون العمل مثل اللجوء إلى عقود العمل المحددة زمنيا . كما أعلنت الحكومة الايطالية تعزيزا لمكافحة التهرب الضريبي ورفع الضرائب على الإرباح المالية من 12.5 إلى 20 بالمائة وإلغاء نقل أيام العطل التي تصادف عطلة نهاية الأسبوع إلى الاثنين بهدف زيادة الإنتاجية ، ومن المتوقع أن يرتفع سن التقاعد للنساء في القطاع الخاص تدريجيا إلى 65 عاما اعتبارا من العام 2016 بدل العام 2020 كما كان مقررا في السابق .