كشف تقرير طبي حديث عن إصابة نصف مليون جزائري بأمراض العيون بمختلف أنواعها، والتي ترتكز في الضغط البصري واعتلال الشبكية بالسكري، وأخرى لها صلة بالماء الأبيض والماء الأزرق والحول.. وهي الأمراض التي تنتشر أساسا عن طريق عوامل وراثية، وأخرى لها صلة بالبيئة المحلية المعاشة. وحسبما جاء في التقرير الذي قدم على هامش أشغال الملتقى الوطني حول أمراض العيون، أول أمس بمستشفى محمد النذير الجامعي بتيزي وزو، فإن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين هم الأكثر عرضة لأمراض العيون التي يفقد في غالبيتها المريض بصره إذا لم يستفد المصاب من متابعة طبية دقيقة، لاسيما ما تعلق بمرض زرق العين. وكشف المتدخلون في الملتقى أن 50 بالمئة من المصابين يعانون من تقلص محور البصر الذي يخلف آلاما حادة في العينين، متبوعا بصداع حاد في الرأس، الأمر الذي يستدعي التعجيل في إجراء عمليات جراحية في مثل هذه الحالات. كما أبدوا تخوفهم من تنامي ظاهرة فقدان البصر في الجزائر، لاسيما بعدما تم تسجيل خلال السنوات الثمانية عشرة الأخيرة 15 ألف شخص، فقدوا أبصارهم بسبب عدم اكتراثهم بالمرض من أصل 62 ألف كفيف، تم إحصاؤهم بالتراب الوطني. وقد نصح المختصون بضرورة التشخيص المبكر والاستعانة في أولى حالات المرض بنظارات طبية لتصحيح الخلل المسجل في العينين، أوإجراء عمليات جراحية بسيطة من خلال زرع القرنية كمرحلة ثانية لتصحيح الحول لدى الأطفال وحتى للكبار المصابين بأمراض العيون. وحذر ذات التقرير، الذي تلقت “الفجر” نسخة منه، من التنامي المخيف لداء ضغط العين الذي بات يزحف بشكل مخيف منذ 2008، حيث تم الشروع في تحقيق وطني بخصوص الداء. كما أكدت ذات الدراسة وجوب الاعتناء بأمراض العين وتعقيداتها لدى مرضى السكري من خلال توفير الأدوية الكافية، وتحكم المختصين الجزائرين في العلاج عن طريق الليزر الذي أتى بنتائج إيجابية بنسبة 60 بالمئة من المرضى المعالجين. وكان المتدخلون، خلال الملتقى الدراسي، قد تطرقوا إلى خطورة مرض زرق العين الذي وصفوه بالمرض المستعصي المؤدي إلى العمى في حال الإهمال، وأن أعراضه لا تظهر للعيان، ما يستدعى إجراء فحوصات دورية، لاسيما للذين تجاوز سنهم الأربعين. كما أن المرض يتحكم فيه العامل الوراثي من خلال انخفاض ضغط الدم الذي يفقد الألياف البصرية بنسبة تزيد عن 90 بالمائة.
