أكد وزير المالية، لعزيز فايد، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، التزام الجزائر بتعزيز التعاون والتكامل العربي الإفريقي من أجل تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المشتركة، وذلك من خلال التركيز على المشاريع التنموية الكبرى وتمويلها لاسيما في مجالات الطاقة، النقل والاتصالات. جاء ذلك في كلمة له بمناسبة انعقاد الاجتماع الخامس لسنة 2024 لمجلس إدارة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والذي يتزامن مع الذكرى ال 50 لتأسيسه، وهذا بحضور رئيس مجلس إدارة المصرف، فهد بن عبد الله الدوسري، الرئيس المدير العام للمصرف، سيدي ولد التاه، الأمين العام للاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية، عبد المنعم محمد محمود، وكذا المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش. وأكد السيد فايد بأن الجزائر ملتزمة بتعزيز التعاون والتكامل العربي-الإفريقي من خلال مشاريع ملموسة تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز القدرات الإنتاجية، فضلا عن النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للقارة الإفريقية. وفي هذا الإطار، "تحرص الجزائر على الاستثمار في المشاريع التنموية لاسيما في مجالات الطاقة، النقل والاتصالات، بهدف تحقيق الاستقرار والأمن وتعزيز التنمية المستدامة المنشودة", يضيف الوزير. وهنا لفت إلى جملة من المشاريع التي تعكف الجزائر على إنجازها كمشروع الطريق العابر للصحراء، ومشروع شبكة الألياف البصرية العابرة للصحراء، ومشروع الطريق الرابط بين تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية، ومشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء بين نيجيرياوالجزائر عبر النيجر وصولا إلى أوروبا، وكذا شبكة السكك الحديدية نحو مدن الجنوب لتمتد بعدها نحو دول الجوار الإفريقية، فضلا عن إنشاء مناطق حرة بين الجزائر والدول الشقيقة. كما ذكر السيد فايد في نفس السياق بقرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تخصيص مبلغ 1 مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية في إفريقيا، وهو الأمر الذي يعكس "إيمان الجزائر الراسخ بأهمية التعاون الإفريقي وتحقيق تقدم ملموس في مكافحة الفقر والعوز والتهميش وتعزيز الاستقرار وخلق فرص اقتصادية مستدامة في القارة". علاوة على ذلك، تلتزم الجزائر بدعم التعاون جنوب-جنوب، الذي يعد "محورا أساسيا في رؤيتها التنموية", وهو ما يعكسه تأسيس الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وفقا للوزير. وفي حديثه عن الاجتماع الخامس لمجلس إدارة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، أكد السيد فايد بأن اختيار الجزائر لاستضافة هذا اللقاء "يتطابق تماما مع الأهمية التي توليها الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية في إفريقيا". كما شدد على "التزام الجزائر بالمبادئ والأهداف النبيلة التي تأسس عليها المصرف", مؤكدا "مواصلة العمل المشترك من أجل ترقية التعاون والشراكة بين البلدان العربية والإفريقية، وتطوير الروابط الاقتصادية والاجتماعية البينية لتحقيق الرخاء والتنمية المستدامة". من جهته، أبرز رئيس مجلس إدارة المصرف، فهد بن عبد الله الدوسري، الأهمية الخاصة لهذا الاجتماع الذي يشكل "محطة فارقة" في سبيل دعم التنمية المستدامة في القارة، مشيدا بالتعاون والرؤية المشتركة بين المصرف والجزائر. ونوه بجهود المصرف في تعزيز النمو الاقتصادي في القارة من خلال الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية، وكذا في تحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص من خلال تمويل المشاريع التي تحفز النشاط الاقتصادي، وتحسن البنية التحتية، وتدعم قطاعات الحيوية، كالزراعة والتعليم والرعاية الصحية. وذكر السيد الدوسري بأن المصرف قد شهد لأول مرة خلال السنة الجارية إصدار سندات بقيمة 500 مليون يورو. وعلى هامش هذا الاجتماع، تم التوقيع على خطاب تفاهم بين الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، يهدف إلى تمويل المؤتمر والمعرض الدولي الثاني للصناعات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر الذي سيعقد بالجزائر العاصمة في 11-13 نوفمبر 2024.