صدر مؤخراً، بفرنسا عمل أدبي جديد للكاتبة الجزائرية المغتربة ليلى صبار، وهو رواية وسمتها المؤلفة ب”اعترافات رجل مجنون”، حاولت من خلالها أن تسلط الضوء على الحرب الأهلية وتأثيراتها على المجتمع من خلال العديد من الأحداث العشوائية التي تقع لأبطال هذا النص. العمل الروائي الجديد يتوقع أن يحقق نجاحا كبيراً في الوسط الأدبي الفرنسي بعد ما حققه نصها السابق الموسوم ب” رسائل باريسية.. حكايات منفي”، خاصة وأن الكاتبة بقيت وفيّة في كتاباتها إلى ذاكرتها الأولى منحازة إلى الدواخل الإنسانية. تنطلق أحداث هذا العمل من الراوي الذي يسلط الضوء على حياة أم تعيش في غرفة وتحيط نفسها بتعاويذ سحرية، تقوم بين الحين والآخر بحرق البخور في الجمر ومرات أخرى بإلقاء العديد من الرسائل في البحر في انتظار عودة زوجها الذي تركها في سذاجة وغادر يتأبط جنونه، لتبقى هي بعد كل هذه السنوات تتوقّع أن يعود إليها محمّلا بالحلم والابتسام. وتتوالى أحداث هذا النص لتطوف بنا حول القتلة، الذين لا نعرف منهم الطائع من المطاع، الملزمين بأسلوب الوحشية، والذي لا يجدون مناصا من احترامه والتقيد به. يذكر أن الكاتبة ليلى صبار ولدت في خمسينات القرن الماضي بالجزائر لأم فرنسية وأب جزائري يعمل كلاهما في مجال التعليم، وهي تقيم منذ 1968 بفرنسا. رحلت ليلى صبار في مطلع شبابها إلى فرنسا وهي تحمل في طيات ذاكرتها ذاكرة المرأة وذكريات عن الوطن. أنهت دراستها الجامعية بفرنسا، لتنطلق بعدها عالم الأدب حيث أصدرت العديد من النصوص القصصية والمقالات التحليلية قبل أن تدخل عالم الرواية وتصدر عددا من النصوص الروائية التي وجدت اهتماما كبيراً من قبل النقاد الذين وصفوا إيقاع السرد في أعمالها بكونه بطيء “شأنه في ذلك شأن بطء تدفق الذاكرة، تلك الذاكرة الملازمة دوما للمنفى والتي برعت ليلى صبار في سبر أغوارها والنهل منها، ومن تلك الذاكرة التي جرحها النفي والترحال، واستحالة العودة للوطن، نسجت ليلى صبار خيوط أعمالها الأدبية، حيث عمدت إلى مزج الواقعي بالمتخيل والأسطوري”.