خبير يمني: “صالح أكثر عناداً من القذافي وسيدخل البلاد في حرب أهلية” تجددت الاشتباكات العنيفة في أكثر من منطقة باليمن، فيما كشف الجيش المؤيد للثورة اليمنية اعتزامه بث المكالمة الهاتفية للرئيس صالح ونجله وشقيقه، يوجه خلالها أوامر بقصف المناطق التي يتمركز فيها معارضيه. تتواصل المواجهات العسكرية بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر وجنود من الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للثورة في العاصمة صنعاء، فيما تقصف قوات صالح أحياء في مدينة تعز “جنوبي اليمن” ومديرية أرحب شمالي صنعاء، لم يعرف عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها. واندلعت اشتباكات بين قوات من الفرقة وأخرى من الحرس ومسلحين موالين للنظام في حي الزراعة القريب من ساحة التغيير وشارع هائل. يأتي ذلك متزامنا مع قصف عنيف لعدد من أحياء مدينة تعز ومداخل ساحة الحرية فيها. ونقلت وكالة “التغيير” عن شهود عيان قولهم إن تعزيزات عسكرية شوهدت، قبل يومين، وهي تتجه ناحية حي الحصبة، مارة من أحياء مدينة سعوان السكنية ومنطقة هبرة، وتضم عددا من الدبابات والمصفحات الحديثة وأطقما عسكرية مزودة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة. كما أفادوا بسقوط عدد من القذائف على أحياء قريبة من جبل نقم، الذي تتواجد فيه وحدات مدفعية تابعة للحرس الجمهوري الذي يرأسه نجل الرئيس صالح، مشيرين إلى أن قذائف سقطت في شارع الأربعين بسعوان ومدينة العمال وشارع النصر. إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن القوات الموالية للرئيس صالح قامت بإغلاق جميع منافذ العاصمة صنعاء، والذي يأتي متزامنا مع تصاعد المواجهات العسكرية داخل العاصمة، وأن الكثير من الأسر عالقة في مداخل المدينة منذ عصر السبت. وفي محافظة تعز، تفيد الأنباء بأن القوات الموالية لصالح جددت قصفها لعدد من أحياء المدينة، حيث تعرضت منطقة الموشكي وشارع الستين وعصيفرة وحي الروضة ومداخل ساحة الحرية من جهة مدرسة الشعب القريبة من مبنى المحافظة، لقصف بمختلف أنواع الأسلحة. وكان الجيش المؤيد للثورة كشف عن تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين الرئيس صالح ونجله أحمد، وأخيه غير الشقيق اللواء الركن علي صالح الأحمر، مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن قائد العمليات القتالية بالحرس الجمهوري، يأمر فيها صالح بقصف وتدمير مواقع معارضيه بعد ساعات من إصدار قرار من مجلس الأمن، فيما استهجن مصدر في رئاسة الجمهورية ذلك واعتبره “ادعاءات سخيفة”. من جانبه، أكد الناطق باسم الجيش الموالي للثورة، عسكر زعيل، صحة التسجيل، وقال في تصريح صحفي إنهم سوف يبثون التسجيل الصوتي قريبا، وأنه سيتم تسليمه للقنوات الفضائية. وأشار زعيل إلى أن مواقع الجيش المؤيد للثورة تتعرض إلى قصف منذ يومين من قبل قوات صالح، موضحا أن الجيش المؤيد للثورة لم يتخذ قرار الحرب “وإلا لن تقف أمامنا جولة عصر وكنتاكي والمصباحي ولا القصر الرئاسي، لكننا بدأناها سلمية وارتضيناها سلمية وسنستمر بسلميتنا حتى انتصار الثورة”. وكان مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية سخر مما وصفها مزاعم المتمرد علي محسن صالح الأحمر ومن معه من المنشقين والخارجين عن الدستور والنظام والقانون عن التقاط مكالمة هاتفية منسوبة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية. وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن هذه الادعاءات السخيفة تثير السخرية والإشفاق على أصحابها لما وصلوا إليه من حالة هيستيرية ونفسية متأزمة، جعلتهم في حالة من الهذيان والهلوسة والترويج لمثل تلك الأكاذيب التي لا تنطلي على أحد”. وكانت الداخلية اليمنية اتهمت من تصفهم “بمليشيات أحزاب اللقاء المشترك” وحلفائهم بإطلاق قذائف الهاون والمدفعية وقذائف ال”آر بي جي” صباح السبت على مبنى وزارة الداخلية ومعسكر النجدة والأحياء السكنية المجاورة الآهلة بالسكان، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة في مبان ومنازل المواطنين وإصابة عدد من الأطفال والنساء بجروح. من جهته، قال الخبير اليمني فؤاد الصلاحي إن القرار الأممي لم يكن حاسماً بالشكل المطلوب، حيث أعطي الرئيس اليمني مهلة شهر. ويستطيع علي صالح في هذه المهلة إعادة ترتيب الكثير من الأوراق وعسكرة العملية السياسية. فهو لن يسلم بسهولة ولن يتنحى بهذه الكيفية التي طلبت منه. وكان الرئيس اليمني قد أعلن منذ ثلاثة أشهر موافقته على المبادرة الخليجية، لكنه لم ينفذ منها حرفاً. علي عبد الله صالح رجل قبيلة ولن يتنحى عن السلطة، بل سيحاول إدخال اليمن في أتون الحرب الأهلية. وقال الصلاحي: “علي عبد الله صالح يرى حلمه في توريث ابنه السلطة يضيع أمام عينيه. صالح حكم ثلاثا وثلاثين سنة وليس لديه مشكلة في التنحي، ولكنه كان يأمل في جعل نجله امتداداً لحكمه. ما يزيد الأمر تعقيداً أن رموز المعارضة العسكرية والقبلية هم من خصومه الذين لديه معهم ثأر قبلي. وهو لا يرى في هؤلاء ممثلين للثورة، بل منافسين له على السلطة والثروة، وهو لديه استعداد لأن يقاتل حتى الموت، وهذا ما قاله بالأمس بالفعل. لن يسلم بسهولة وربما يكون أكثر عناداً من القذافي”. .. والأسد يعين محافظين جددا للمدن المنتفضة ضده على صعيد المشهد السوري، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الرئيس بشار الأسد غيّر اثنين من المحافظين في محافظتين كانتا مركزا للانتفاضة ضد نظامه الحاكم. وقال التلفزيون السوري، أمس، إن الرئيس عين ياسر الشوفي، وهو لواء شرطة سابق، محافظا لإدلب شمال غربي البلاد، كما عين الأسد حسين مخلوف محافظا لريف دمشق، التي تشمل الضواحي المضطربة للعاصمة السورية. جدير بالذكر أن الأسد غير ما يقرب من نصف المحافظين في البلاد، وعددهم أربعة عشر محافظا، منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس، ورد النظام الحاكم على هذه الانتفاضة بحملة ضخمة، تقول الأممالمتحدة إنها أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص. من جهة ثانية، أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مهمة اللجنة الوزارية العربية التي ترأسها دولة قطر والتي شكلها مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير، تتركز حول إجراء الاتصالات والمشاورات مع القيادة السورية وأطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج بجميع أطيافها، للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر جامعة الدول العربية يفضي إلى وقف العنف وإراقة الدماء، وإلى تنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري.