الجزائر - يشهد الوضع الامنى في اليمن تطورات متلاحقة حيث تمكنت قبائل مسلحة معارضة للنظام اليوم الجمعة من السيطرة على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري شمال شرق العاصمة صنعاء وذلك بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة منذ مساء أمس الخميس فيما تمكنت عناصر تنظيم "القاعدة" من السيطرة على عدة أبنية حكومية في محافظة أبين جنوب اليمن. ففي أحدث تطورات الوضع في اليمن تمكنت القبائل من السيطرة على مواقع "الفرضة" و"ثومة" و"بني شكوان" العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري الواقعة في منطقة "نهم" (40 كلم) شمال شرق العاصمة صنعاء مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن عشرة من مسلحي القبائل فيما سقط العشرات من الجرحى من الجانبين. وحسب مصادر قبلية فإن الطيران الحربي يقصف حاليا المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل القبائل كما أن هناك تعزيزات عسكرية معززة بالأسلحة الثقيلة تابعة للحرس الجمهوري في طريقها "لتحرير" المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل القبائل في منطقة "نهم". وكانت مواجهات عنيفة إندلعت قبل أسابيع بين رجال قبائل "نهم" وقوات الحرس الجمهوريعندما منعت القبائل مرور أحد الألوية العسكرية التابعة للحرس من المرور في منطقتهم باتجاه محافظة حضرموت شرق اليمن وقد تجددت هذه الإشتباكات مساء أمس الخميس. ويأتي هذا التطور في خضم مواجهات عنيفة تشهدها صنعاء بين قوات الامن اليمنية وعناصر مسلحة موالية للمعارض الشيخ صادق عبد الله الأحمر زعيم قبائل حاشد (أكبر القبائل اليمنية) أوقعت عشرات القتلى والجرحى حسب تقارير اعلامية. وكانت حالة من الهدوء خيمت على العاصمة اليمنية صنعاء منذ أمس الخميس بعد توقف المواجهات في ما يشبه هدنة غير معلنة بين الجانبين ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه جهود وساطة قبلية من أجل إزالة أسباب التوتر التي أدت إلى المواجهات العسكرية بين الجانبين. وفي نفس السياق بدأت أمس لجنة يمنية جهودها لإقناع مناصري المعارض الشيخ صادق عبد الله الأحمر بإخلاء المنشآت والمباني الحكومية التي سيطروا عليها خلال الأيام الماضية وإقناع السلطة اليمنية بوقف إطلاق النار بما يحقق الهدوء والاستقرار بمنطقة الحصبة مرة أخرى. و للتذكير فإن المواجهات بين الجانبين قد بدأت قبل خمسة أيام عندما حاولت العناصر المسلحة الموالية للشيخ الأحمر منع القوات الحكومية من دخول مدرسة مجاورة لمنزل الشيخ الأحمر وتحويلها إلى ثكنة عسكرية حسب المعارضة. بينما تؤكد السلطة اليمنية أن المواجهات بدأت نتيجة قيام هذه العناصر بالسيطرة على بعض المنشآت الحكومية في منطقة الحصبة شمال شرق العاصمة حيث مقر إقامة الأحمر ومنها وزارة الصناعة والتجارة وقيامها بالهجوم على عدد آخر منها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية وأن السلطة من واجبها الحفاظ علي الممتلكات العامة بأي وسيلة ومنها استخدام القوة. و في ظل الوضع المتوتر الذي شهدته العاصمة اليمنية خلال الأيام الماضية نتيجة المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومسلحي قبائل حاشد المؤيد ل"شباب الثورة السلمية" انتشرت قوات الأمن والجيش بشكل ملحوظ منذ الصباح في مختلف الشوارع بعنصاء خاصة الرئيسية منها لتأمين المظاهرات المؤدية والمناهضة ولمنع وقوع أي احتكاكات بين الجانبين. وبدأت حشود من اليمنيين اليوم الجمعة بالتوافد على العاصمة صنعاء للمشاركة في تنظيم "جمعة النظام والقانون" لتأييد النظام الحاكم ورفض الفوضى و"جمعة سلمية الثورة" للتعبير عن معارضة النظام والمطالبة بإسقاطه ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح. ويأتي تنظيم "جمعة النظام والقانون" للتعبير عن رفض "محاولات جر البلاد إلى الحرب الأهلية" وتأكيد التمسك بالأمن والاستقرار وحفظ المكتسبات الوطنية ودعم مسيرة التنمية والبناء ورفض محاولات الانقلاب على الشرعية الدستورية عبر أعمال الفوضى والعنف التخريب والاعتداءات والتمرد المسلح. في المقابل ينظم ما يعرف ب "ثورة الشباب السلمية" ما اطلق عليه "جمعة سلمية الثورة" تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية لائتلافات الثورة فى شارع الستين أكبر شوارع العاصمة للتأكيد على سلمية الثورة وللتعبير عن رفض الانجرار إلى حرب أهلية. ومن جانب آخر تمنكت عناصر تنظيم القاعدة اليوم الجمعة من السيطرة على عدة أبنية حكومية في محافظة أبين جنوب اليمن بعد اشتباكات عنيفة اندلعت صباحا بين قوات الأمن معززة بقوات الجيش وبين مسلحي تنظيم القاعدة عند عدة مداخل من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حسب مصدر محلي. وتشهد محافظة أبين منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس صالح عن الحكم منذ فيفري الماضي مواجهات عسكرية قتل خلالها المئات من الجنود اليمنيين تمكن على إثرها التنظيم من السيطرة على ثمانية مديريات. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد حذر الجمعة الماضية من أن "تنظيم القاعدة سيسعى للسيطرة على عدة محافظات في شمال وجنوب اليمن في حال سقط النظام".