تنطلق فعاليات الدورة الثالثة ل”مهرجان الفيلم العربي في برلين”، التي تنظمها “جمعية أصدقاء الفيلم العربي في برلين”، في الثاني من شهر نوفمبر المقبل وتستمر ثمانية أيام. يشارك في فعاليات المهرجان 85 فيلما روائيا طويلا وقصيرا وتسجيليا تم اختيارها من بين 400 فيلم بعضها يعرض لأول مرة في ألمانيا وأوروبا. يتضمن البرنامج الأساسي للمهرجان جديد السينما العربية من أفلام روائية وتسجيلية وقصيرة وخاصة إنتاج السينمائيين الشباب، بما يعكس أحدث التطورات الفنية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها العالم العربي. وتركز دورة العام الجاري على “الفكاهة في الفيلم العربي” حيث تتيح للجمهور الألماني فرصة التعرف على حس “الفكاهة العربية” وحضورها وأشكالها المتعددة في السينما العربية، والتي تجمع بين الأفلام الساخرة والمرحة والسياسية الناقدة، حيث تنظم ندوة حولها يشارك فيها كل من المخرجة المغربية زكية طاهري والمنتج المغربي أحمد بو شعلة والمخرج المصري داود عبد السيد والمخرج المصري شريف البنداري والمخرجة المصرية فيولا شفيق والناقد المصري كمال رمزي. وتتضمن فعاليات المهرجان برنامجا بعنوان “نظرة استرجاعية” يكرم خلالها المخرج برهان علوية والمخرج الراحل مارون بغدادي، بوصفهما من أبرز المخرجين اللبنانيين الذين تناولوا باستمرار المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب.. فيما يعرض المهرجان ثلاثة أفلام للسينمائي السوري الراحل عمر أميرلاي. وفي إطار التعاون بين مهرجان الفيلم العربي في برلين ومهرجان الخليج السينمائي في دبي، تم ترشيح عدد من الأفلام الخليجية الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية، سبق عرضها ونال بعضها جوائز في مهرجاني دبي السينمائي الدولي والخليج السينمائي، للمشاركة في مهرجان برلين. ويعتبر المهرجان الأكبر من نوعه في ألمانيا، حيث يشكل منبرا للثقافة العربية وبتركيزه على الإنتاج السينمائي الذي لا يلقى الاهتمام الذي يستحقه. ويوفر المهرجان للجمهور الألماني إمكانية وفرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وجديدة، حيث يقدم أفلاما عربية بجانب فنون سينمائية فتية وتجارب بنى سردية جديدة، ويؤسس منبرا ومساحة للسينمائيين والمختصين العرب، بانيا بذلك جسرا ثقافيا بين ألمانيا والعالم العربي. وتركز دورات “مهرجان الفيلم العربي في برلين” المقبلة على اجتذاب الجمهور الشاب، حيث ستحظى قضايا الشباب وأفلام الأطفال وقضايا التعليم باهتمام كبير، فيما سيعمل المهرجان على تمكين السينمائيين العرب من التواصل مع الصحافة الألمانية وإقامة علاقات مع السينمائيين والعاملين في صناعة السينما في ألمانيا، ما يعزز موقع المهرجان الخاص وسط المهرجانات الأوروبية العديد بوصفه ملتقى وحلقة وصل ضمن المشهد الثقافي الألماني خاصة والأوروبي عامة. ويتطلع المهرجان لأن يكون حدثا ثقافيا سنويا يسهم في التفاهم والعيش المشترك المبني على أسس الاحترام المتبادل بين ثقافات الشعوب المختلفة. يذكر أن الدورة الأولى للمهرجان أطلقتها جمعية أصدقاء الفيلم العربي في برلين “سينمائيات عام 2009” بهدف تعريف الجمهور الألماني بالسينما العربية وليكون منبرا للثقافة العربية من خلال تركيزه على إنتاج سينمائي لا يلقى الاهتمام الذي يستحقه، وإثارة النقاش حول هذه الأفلام مع صانعيها، إضافة إلى بناء جسر ثقافي بين ألمانيا والعالم العربي.