تخاطر النيجر التي يحتمل أن يتوجه إليها سيف الإسلام القذافي بإثارة رد فعل عنيف من قبائل الطوارق التي تقطن في شمال البلاد إذا ما أوفت الحكومة بالتزامها بتسليم نجل القذافي للمحكمة الجنائية الدولية. وتعهدت النيجر الواقعة جنوبي ليبيا والتي كانت تعتمد على المساعدات الليبية باحترام التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية ولكنها تدرك أن مثل هذا الإجراء قد يثير اضطرابات في المناطق الصحراوية، حيث وقعت سلسلة من التمردات في الماضي ضد نيامي تحت رعاية معمر القذافي الذي يصفه العديد من سكان الصحراء بالبطل. وقالت المحكمة الجنائية الدولية السبت إن سيف الإسلام القذافي على اتصال بها من خلال وسطاء بشأن تسليم نفسه للمحاكمة، لكنها قالت أيضا إن لديها معلومات عن مرتزقة يحاولون تهريبه إلى دولة إفريقية صديقة. ورفضت النيجر التعليق على بيانات أصدرها قبل أيام زعماء محليون في شمالها النائي بأن سيف الإسلام دخل على الأرجح جانبها من الحدود الجبلية الممتدة مع الجزائر ومالي. وقال مدعي المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو لرويترز في مقابلة، إنه يجري الاتصال بسيف الإسلام عبر “وسطاء” على الأرجح رغم موقعه النائي. وقال مورينو أوكامبو “لدينا بعض المعلومات بأنه توجد مجموعة من المرتزقة تحاول مساعدته على الانتقال إلى دولة أخرى ولذلك فإننا نحاول منع هذا النشاط”. وأضاف أنه يقال “إن بعضهم من جنوب إفريقيا”. وكانت عائلة القذافي أقامت صداقات مع قبائل تقطن الصحراء في النيجر ومالي وغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة التي تعاني من الفقر في غرب إفريقيا وأيضا في بلدان أبعد مثل زيمبابوي والسودان التي تلقت بعضها عطايا خلال حكم القذافي الذي امتد 42 عاما. ونبهت فرنسا أحد الداعمين الرئيسيين للثورة في ليبيا الدول الإفريقية بالتزاماتها بتسليم رئيس المخابرات السابق عبدالله السنوسي وسيف الإسلام المطلوبين أمام المحكمة الجنائية. ومن جهة أخرى قال لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أمس الأحد، إن لديه “أدلة دامغة” على أن سيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي “المقتول” معمر القذافي، شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة. وقال أوكامبو - في بكين حيث كان يحضر مؤتمرا أكاديميا - “لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين، ويرتكب جرائم حرب بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم وأيضا الجوانب المالية التي كان يغطيها”. ومضى يقول “لذلك فإن لدينا أدلة دامغة تعضد القضية، لكن بالطبع سيف مازال بريئا - افتراضيا - وسيتعين علينا التوجه إلى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره”. وقال مورينو أوكامبو أيضا إنه التقى وسيف الإسلام قبل عدة سنوات، وإنه (سيف الإسلام) كان يؤيد جهود المحكمة الجنائية الدولية في إلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مذابح جماعية مزعومة وجرائم أخرى في دارفور. كما حثت المحكمة سيف الإسلام (39 عاما) على تسليم نفسه، وحذرت من أنها قد تطلب اعتراضه في الجو إذا حاول هو أو حراسه المرتزقة الفرار بطائرة من مخبئه في الصحراء إلى مأوى آخر آمن.