ويسعى سيف الإسلام (39 عاما) باستماتة إلى تجنب مصير والده القذافي الذي ضرب وارتكبت تجاوزات في حقه وأطلق عليه الرصاص بعد أن اعتقلته القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي في 20 اكتوبر تشرين الأول بعد سقوط مسقط رأسه سرت.ومن المرجح ان يكون المجلس الوطني الانتقالي راغبا في محاكمة سيف الإسلام لكنه يجري اتصالات غير مباشرة مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن استسلام محتمل لكنه ربما تكون لديه أيضا آمال في أن يتمكن المرتزقة الذين يحمونه من تهريبه إلى بلد افريقي صديق. وتعهدت النيجر الواقعة إلى الجنوب من ليبيا والتي كانت تعتمد على المساعدات الليبية باحترام التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية ولكنها تدرك ان مثل هذا الإجراء قد يثير اضطرابات في المناطق الصحراوية حيث وقعت سلسلة من الاضطرابات في الماضي ضد نيامي تحت رعاية القذافي الذي يصفه العديد من سكان الصحراء بالبطل.وأوضح مورينو اوكامبو أن لديه عددا من الشهود يمكن أن يدلوا بأقوالهم ضد سيف الإسلام الذي قال إنه التقى به قبل عدة سنوات عندما كان سيف الإسلام يؤيد جهود المحكمة الجنائية الدولية لإلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مذابح جماعية مزعومة وجرائم أخرى في دارفور. وأضاف "لذلك فإن لدينا أدلة دامغة تعضد القضية لكن بالطبع سيف ما زال بريئا (افتراضيا) وسيتعين علينا التوجه إلى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره."وقال مورينو أوكامبو إنه يعتزم التوجه إلى نيويورك لإطلاع مجلس الامن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء على عمل المحكمة في الشأن الليبي.وحذرت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا سيف الإسلام من أنها من الممكن أن تأمر باعتراض أي طائرة تقله في الجو إذا حاول الفرار جوا من مخبأه في الصحراء للوصول إلى ملاذ آمن. وكانت القوات التابعة للمجلس الوطني اعتقلت والده قبل قتله منذ اكثر من اسبوع. ومضى مورينو أوكامبو يقول "تلقينا عبر وسيط غير رسمي بعض الأسئلة من سيف بشأن النظام القانوني فيما يبدو.. ما الذي سيحدث له إذا مثل أمام القضاة.. هل يمكن إعادته إلى ليبيا.. ما الذي يحدث في حالة إدانته.. ما الذي يحدث في حالة تبرئته."وتابع "لسنا في أي مفاوضات مع سيف.. سيف القذافي هو الذي يقرر إذا كان سيسلم نفسه ام سيظل مختبئا أم سيحاول الفرار إلى بلد آخر."وقبل الانتفاضة الشعبية في ليبيا كان سيف الإسلام يصور نفسه باعتباره مؤيدا مستنيرا للإصلاح في الداخل وفي أنحاء الوطن العربي. لكنه توعد أثناء الانتفاضة بسحق معارضي أبيه. وعندما سئل مورينو أوكامبو عن هذا التحول في موقف سيف الإسلام أجاب "ما من شئ يفاجئني.. بعد كل هذه السنوات ليس هناك شئ يفاجئني."ولم تعقب النيجر على تصريحات اصدرها قبل ايام زعماء محليون في شمالها النائي بأن سيف الإٍسلام دخل على الارجح جانبها من الحدود الجبلية الممتدة مع الجزائر ومالي.وقال مسؤول عن منطقة أجاديز التي عبر منها الساعدي وهو ابن هارب آخر من أبناء القذافي امس السبت إنها استضافت محادثات أمنية مع مسؤولين امريكيين. وتحدث هذا المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه عن خطط فرار لسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي وهما مطلوبان في المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ضد الإنسانية.وأضاف "السنوسي يجري نقله من مالي الى بلد غير موقع على معاهدة انشاء المحكمة الجنائية الدولية وأنا واثق من أن كليهما (السنوسي وسيف الاسلام) سيجري نقله جوا أحدهما من مالي والآخر من النيجر."غير ان عضوا بالبرلمان من شمال مالي هو ابراهيم الصالح اج محمد نفى أن السنوسي أو سيف الاسلام في بلاده قائلا انهما لن يتمتعا بالقبول اذا حاولا دخول البلاد. ووقعت النيجر شأنها شأن مالي على القانون المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية لكن تسليم سيف الإسلام سيثير ضيق سكان الشمال الذين يشعرون بالانفصال عن العاصمة نيامي.وقال مودور بركة الذي يقطن في اجاديز بشمال النيجر "مستعدون لإخفائه حيثما دعت الحاجة. نقول للمجتمع الدولي ابعد عن هذا الأمر ولسلطاتنا الا تسلمه وإلا فإننا مستعدون للخروج الى الشوارع ويتعين عليهم التعامل معنا."وكانت عائلة القذافي اقامت صداقات مع قبائل تقطن الصحراء في النيجر ومالي وغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة التي تعاني من الفقر في غرب افريقيا وايضا في بلدان ابعد مثل زيمبابوي والسودان التي تلقت بعضها عطايا خلال حكم القذافي الذي امتد 42 عاما. وتتهم المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام بالاستعانة بالمرتزقة لتنفيذ خطة وضعها مع والده والسنوسي لقتل محتجين عزل.