أكثر من 500 حاج في قاعة انتظار واحدة بمطار جدة في جو خانق تواصلت معاناة الحجاج الجزائريين من بداية رحلة الحج إلى نهايتها، فلا يقتصر الأمر على مشقة السفر من الجزائر إلى العربية السعودية وأداء مناسك الحج التي تتطلب جهدا وقوة، لتزيد الأمور تعقيدا بسبب سوء التنظيم والتسيير، وتأخير رحلات الذهاب والإياب، بالإضافة إلى كون أغلب حجاجنا من كبار السن الذين لا يتحملون عناء السفر والانتظار في قاعات ضيقة، بعد أن خصصت السلطات السعودية قاعة واحدة لأكثر من 500 حاج، ما يستدعي تدخل السلطات لتفادي تكرار التأخرات وتحسين ظروف نقل الحجاج. عرفت أول رحلة وصول الحجاج الجزائريين تأخرا دام مدة ساعتين، وهو ما جعل عائلات الحجاج تتخوف من تواصل السيناريو في كل الرحلات التي تدوم إلى غاية العاشر من ديسمبر القادم، خاصة وأن أغلب الحجاج يصلون وقد نال منهم التعب بعد أداء مناسك الحج، وتأخر الرحلات يزيد من المشقة عليهم، زد على ذلك أنهم عند هبوطهم من الطائرة ينتظرون الأمتعة ويقفون في طوابير طويلة لاجتياز مصلحة الجمارك، بالإضافة إلى أن معظم الحجاج يقضون أكثر من ثلاث ساعات للتنقل إلى أماكن سكنهم، ناهيك عن التعب الذي يلحق بعائلات الحجاج الذين قدموا من مناطق بعيدة لاستقبالهم، والذين ينتظرون في المطار لساعات حتى يصل ذويهم. وحسب مصادر من إدارة الخطوط الجوية الجزائرية، فإنه لا يمكن الحكم على التأخر من أول رحلة، حيث لا تزال هناك العشرات من الرحلات المبرمجة إلى كل من مطار هواري بومدين بالعاصمة ومطارات وهران، قسنطينة، عنابة وورڤلة. ونفى المصدر أن يكون سبب تأخر وصول الحجاج متعلقا بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، خاصة بعد أن تحرت هذه الأخيرة الالتزام بمواعيد الرحلات المسطرة، وأن الأمور تسير في تحسن عكس ما كان سائدا في المواسم السابقة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الشركة خصصت طائرات من ذات الحجم الكبير لاستيعاب العدد الكبير من الحجاج، والتي تتسع لنقل 280 حاج. في السياق ذاته، أرجع المتحدث مشكل التأخر الحادث إلى التنظيم على مستوى مطار جدة، بحيث حددت السلطات السعودية للحجاج فترة انتظار تسبق إقلاع الطائرة، وهو ما يزيد من تعب الحجاج خاصة وأن هذه الفترة حددت ب5 ساعات قبل موعد الرحلة. من جهة ثانية، قال المتحدث إن السلطات السعودية خصصت قاعة انتظار واحدة للحجاج الجزائريين، وعندما تبرمج رحلتين في نفس اليوم إلى العاصمة ومطار وهران، بمعدل 260 حاج للرحلة الواحدة، فإن أزيد من 500 حاج يضطرون للانتظار في قاعة واحدة لمدة تزيد عن خمس ساعات، وهناك يعيش الحجاج وأغلبهم من كبار السن ظروفا صعبة بسبب الاكتظاظ بالإضافة إلى وجود الأمتعة. قاعة انتظار واحدة ل36 ألف حاج جزائري مقابل 5 قاعات ل85 ألف حاج مصري وفي هذا الشأن، قال محدثنا إن السلطات السعودية وفرت قاعة انتظار واحدة للحجاج الجزائريين، في حين وفرت أكثر من قاعة للحجاج الآخرين، موضحا أن 36 ألف حاج جزائري خصصت لهم قاعة واحدة، في حين أن 85 ألف حاج مصري وفرت لهم خمس قاعات، وهنا يرى المتحدث أنه على السلطات الجزائرية الدفاع عن حقوق الحجاج ومطالبة السلطات السعودية بزيادة عدد القاعات، من أجل تحسين ظروف انتظار الحجاج وتفادي حدوث تأخير في الرحلات المبرمجة. للإشارة فإن توافد الحجاج البالغ عددهم 36 ألف حاج سيتواصل حسب الرحلات المبرمجة إلى غاية 10 ديسمبر المقبل، حيث ستصل إلى مطار هواري بومدين الدولي 43 رحلة قادمة من البقاع المقدسة إلى غاية الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، في الوقت الذي سيستقبل فيه مطار وهران 45 رحلة، وستتكفل الجوية الجزائرية بنقل الحجاج عبر 24 رحلة، فيما سيتكفل الطيران المدني السعودي بتنظيم 35 رحلة أخرى.