فتح أعضاء لجنة التربية على مستوى المجلس الشعبي الوطني تحقيقا حول ظروف إيواء الحجاج في مشعر منى. وهو تحقيق سيشمل مسؤولي ديوان الحج ووزارة الشؤون الدينية وسفارة الجزائر في السعودية، ومسؤولين سامين كانوا ضمن الحجاج. واستمع النواب، أمس، إلى شهادات حجاج عائدين أجمعت على وجود نقائص أثارت الاستياء. جمعت لجنة التربية والتعليم العالي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، أمس، شهادات الحجاج العائدين إلى أرض الوطن. وعبر رئيس اللجنة، السيد زنير، في حديث للصحافة، ما وصفه بالمعاناة التي لازمت الحجاج الجزائريين خصوصا في مشعر منى ومزدلفة. وقال: ''هناك إجماع لشهادات الحجاج على أن أعضاء البعثة لم يكونوا في المستوى، بل في غالب الأحيان كانوا غائبين عن الحجاج في مشاعر منى وعرفة ومزدلفة''. مشيدا بأعضاء الحماية المدنية والسلك الطبي بالقول إن الحجاج المستجوبين، في عينة بالصدفة، أكدوا أن أعوان الحماية والأطباء كانوا في المستوى، فيما لم يعثروا على أعضاء البعثة إلا عندما وصلوا، في اليوم الأول، إلى فنادقهم بمكة والمدينة. وقال السيد زنير إنه ''كممثلين للشعب في البرلمان ضروري أن نتحرك لعدم تكرار معاناة الحجاج الجزائريين في كل موسم، كون الأمر لا يمكن السكوت عنه، خصوصا أن أكثر من 70 بالمائة من الحجاج كبار في السن، ورغم ذلك افترشوا الكرطون على الأرصفة في منى''. مضيفا أن هذا أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه، خصوصا أن ''حجاجنا فقط من يعانون في كل موسم''. وأكد المتحدث أنه ''لا يمكننا بعدما سمعنا شهادات الحجاج العائدين الحكم على موسم الحج بأنه فاشل، ننتظر أن نستمع أيضا لجميع الأطراف، وهم ممثلو ديوان الحج ووزارة الشؤون الدينية وحتى سفارة الجزائر بالمملكة السعودية''. وسيحدث ذلك خلال الأيام القلية القادمة، كما ''سنسجل شهادات لنواب برلمان أدوا المناسك وحتى مسؤولين سامين في الدولة''. حجاج يشتكون الاكتظاظ وطول الانتظار في المطار من جهتها حاولت ''الخبر'' التقرب من بعض الحجاج الذين وصلوا أمس عبر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية من جدة، حيث أكد الحاج محمد من تيزي وزو، الذي بدا منهكا من الرحلة الشاقة، وقال ''إن الرحلة كان مقررا أن تنطلق في حدود الساعة منتصف الليل من يوم أول أمس، لكنها تأخرت إلى غاية الخامسة صباحا. وخلال كل هذه المدة افترش الجميع أرض المطار بسبب التعب الشديد''. مضيفا: ''أنا مثلا أجرت غرفة من أموالي في فندق بسبب التعب الذي نال مني، لكن الجميع مكث في المطار لساعات طويلة''. وقال الحاج محمد إن موسم الحج كان على العموم في المستوى ما عدا في مشاعر منى التي وصفها بالكارثة بسبب ضيق المساحة وامتلاء الخيم عن آخرها''. ليؤكد هو الآخر أنه لم يجد أثرا لأعضاء البعثة في منى. أما الحاج عزوز إبراهيم من العاصمة، فقال إنه في مشعر منى افترش الأرض بعد امتلاء الخيم، أما أعضاء البعثة فلم يظهر لهم أثر باستثناء أعوان الحماية المدنية الذين كانوا في كل مكان. فيما أكد الحاج شعون علي من ولاية تيسمسيلت أن الخيمة 92 التي كان بداخلها استوعبت 3134 حاج وحاجة، في مساحة صغيرة لا يمكن للشخص بداخلها أن يتحرك. وأشار إلى أن هناك حجاجا جزائريين جاؤوا من دول أوروبية ومن كندا وأمريكا، وجدوا لهم أماكن داخل الخيمة، فيما لم يتمكن حجاج البعثة من الدخول إليها واضطروا للمبيت في الشارع. أما الحاج عوباد مصطفى من الدرارية، فقال ''إن الوضع هناك يزداد سوء من موسم لآخر، لأسباب تبقى مجهولة. فعند العودة أول أمس مثلا وقفنا طيلة أربع ساعات في مرحلة الركوب بمطار جدة، وعندما سألنا عن السبب أكدوا لنا أنه يجب أن نبقى واقفين لكي نضمن العودة إلى الجزائر''. مضيفا: ''لأول مرة أواجه مثل هذه المشاكل في العودة، رغم أنني أديت الحج في أربع مناسبات، أما في منى فشأن آخر، كون المساحة ضيقة ومفروض على السلطات السعودية أن تجد حلا عاجلا ببناء عمائر في المنطقة''. وتقربت ''الخبر'' من ممثل شركة الجوية الجزائرية بالمطار للاستفسار عن سبب تأخر رحلة أمس، فقال ''إن مطار الحجاج بجدة منذ سنوات لا يتوفر سوى على 12 قاعة ركوب ل3 ملايين حاج، هذا لا يعقل وغير منطقي، يوجب على السلطات السعودية التفكير في الأمر وإضافة قاعات ركوب أخرى''. وحمل المتحدث مسؤولية تأخر رحلة أمس لمسؤولي مطار جدة، حيث دام 18 ساعة كاملة، كون الطائرة الجزائرية كانت هناك قبل 8 ساعات من موعد إقلاعها الحقيقي.